ما أجمل كلمة الحق تخرج من فؤاد يعتقدها وواقع يصدقها وحقائق وبراهين تؤديها، والإنصاف ميزان تختبر به الدعوات، وتمتحن به النداءات، وتثبت به الادعاءات؛ ومن السهل على كل امرئ أن يصوغ الدعوى ويلمع المطلب ويكرر النداء و لربما استطاع إخراج دموع يظن أنها تقوي حجته وتؤيد مطلبه وتصدق دعواه.. ولكن هيهات هيهات !! لأن شمس الصباح تزيل ظلام الليل ونور النهار يمحو أوهام المساء ولا يثبت إلا ما يراه الناس حقيقة في وضح النهار.. أما صور الليل الوهمية وأشباحه الخيالية فتنقشع انقشاع السحاب وتذهب ذهاب السراب. ومن عجائب الزمان أن يخاف أحد من النعامة ولا يخاف الأسد، وأن يتأثر بالنباح ولا يلفت للزئير.. وكل ذلك اغترار بالمظاهر وإعجاب بالأوهام!!! وكنت أود أن أضرب على ذلك أمثلة من الواقع ولكني احترت بأيها أبدأ، وفي أي جانب أنظر ومن أي فئة أختار.. أمن الصغار أم من الكبار، أمن النساء أو الرجال أمن المتعلمين أم الجهال، أمن العرب أو العجم.. وأطلت النظر وأعملت البصر ونظرت في الصور فما رأيت بعضها يتقدم على بعض.. ووحدت أن لكل صورة جوانب أهمية لا تخفى على أولي الألباب ووجدتها ترتبط بحياتنا ومستقبلنا بأقوى الأسباب فآثرت ألا أذكرها حميعاً ليبقى الخيار للقارئ وليقرأ هذه السطور كل من دعوتهم لقراءتها: من الصغار والكبار. والنساء والرجال. والمتعلمين والجهال. والعرب والعجم.. وكل صنف من هؤلاء سيجد أمثلة مما حوله تصدق ما قلت هنا ونؤكد ما ألمحت إليه، ولربما كان من نتائجها الفهم العميق لموضوع هذه السطور أن يصحح المسار وتمحى الأوهام وتنتصر الحقائق ويقال بشجاعة وعزيمة: كفى اغتراراً بالأوهام وعيشاً في الظلام ولهاثا وراء الأحلام، وأن يُعرف يقيناً أن ساعات العمر أغلى وأثمن من أن تصرف في شهوات زائلة وشبهات باطلة ومظاهر زائفة مهما كثر المصفقون ونعق الناعقون و(تآمر) المتآمرون وأرغى الباطل وأزبد وتهدد وتوعد.. ومالك الملك سبحانه وتعالى بقضي بالحق و يفصل بين الخلق ويبشرنا بأغلى بشارة جاءت في قول الله تعالى {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} الأنبياء 18، ولقد زهق الباطل وها هو يزهق في كل مكان و زمان؛ فلا تستعجلوا يا دعاة الحق إن الباطل زاهق مهما انتفخ ونعق دعاته ومسوقوه. عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية