تصاعدت وتيرة الحرائق في المدارس، وتفاقمت حدتها على غير عادة، ولا فارق فيها بين مدارس للبنين وأخرى للبنات. وأراها أزمة حادة مستمرة ومتزايدة.. ونسأل الله السلامة.. وسبق لنا في مستهل العام الدراسي أن كتبنا في هذا الموضوع مقالاً تحت عنوان (حرائق في المدارس.. لماذا؟). ولم يرد علينا أحد من المسؤولين حتى ولو من قبيل طمأنة قلوب أولياء الأمور حول ما يتم اتخاذه من إجراءات وقائية، أو للحيلولة دون اندلاعها مستقبلاً حتى تنخفض حدة القلق التي انتابت البيوت خوفاً على أبنائهم الطلاب خاصة الصغار منهم. ويؤكد البعض أن كثيرا من الحرائق تنشب نتيجة لتعرية أو سوء تغليف أسلك الكهرباء عبر الحوائط مما يسهل حدوث ماس كهربائي ينتج عنه في التو شرارة مع وجود أوراق وأخشاب وأثاث فحريق محتم لا مناص، أضف إلى ذلك قد يكون هناك تلف لحق باسطوانات الحريق أو نفاذ صلاحيتها ولم ينتبه إليها أحد أو لعدم وجود عامل مدرب على استعمالها، أو لعدم وجود صنابير مياه للحريق، زيادة على عدم وجود ثقافة الدفاع المدني أصلاً إضافة إلى أنه يمكن عدم وجود صيانة دورية لشبكة الكهرباء وخاصة في فصل الصيف. ألم يقتنع أحد من المسؤولين بضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها أن يطمئن أولياء الأمور على سلامة أبنائهم بتوفير الأمن قبل نشوب الكارثة؟ إن اندلاع الحريق حتى ولو كان محدوداً فهو يسبب ارتباكاً في المدرسة لتوقف سير العمل وقد يؤدي إلى إغلاق المدرسة وتعطيل الدراسة بها. ألم يكن هذا كافياً لدى المسؤولين للبحث عن علة الحريق فربما يكون إهمالاً فيقدم المسؤول عنه للمحاسبة لوقف مسيرة الحرائق لكي يطمئن المجتمع بكامله لعدم مضاعفة القلق والخوف والألم لدى الأهالي. إن الوضع الراهن في استمرارية مسلسل الحرائق في المدارس يجلب الضيق والحنق والضجر، بل والسخط لما يسببه من إزعاج لبيئة المدرسة والمجتمع فهو أمر مرفوض على المستوى الأخلاقي والنظامي والقانوني والشعبي والتعليمي لما ينجم عنه من نواتج ومخلفات بائسة وما حريق مدرسة البنات بمكة المكرمة ببعيد ولعله يكون عظة. وقبل أن أختم المقال أجد لزاماً أن أؤكد أن الثقة في الإدارة المدرسة لازالت موجودة طالما تؤدي واجبها، وتقوم بمهامها بمهارة وخبرة ودراية، وطالما التزمت أخلاقياً تجاه المسؤولية الاجتماعية والله المعين.