لبيت دعوة تلقيتها من الأمين العام المساعد للشؤون الفنية بجمعية الكشافة العربية السعودية الأخ صالح الحربي لحضور سباق الخيل على كأس الجمعية يوم الجمعة الماضي على ميدان الملك عبد العزيز للفروسية بالجنادرية في العاصمة الرياض برعاية سمو وزير التربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود الذي سبق أن التقيته عدة مرات داخل وخارج المملكة في مناسبات كشفية كان خلالها حريصًا على أن تكون مشاركات أبنائنا الكشافة بناء شخصية الشاب السعودي وتحقيق نموه الجسمي والعقلي والروحي والأخلاقي والاجتماعي، وتنمية مهارات ممثلي المملكة في هذه المشاركات وتنمية خبراتهم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم ورعايتها، ونقل الصورة المشرفة للمملكة وأبنائها للآخرين. وكان سموه يحرص كثيرًا على تربية الأبناء بالحوار وتعويدهم على الصراحة ومناقشتهم في كل الأمور المفيدة لهم، وسماع آرائهم واحترامها مع تأكيده الدائم أن لذلك دورًا في بناء شخصياتهم واعتدادهم بأنفسهم وبرأيهم، وكان أن شهدت خلال رعايته لذلك السباق منذ وصوله إلى الميدان الكثير من المواقف التربوية التي كانت درسًا عمليًا في التربية يجب أن يستفيد منه كل المنتسبين لوزارة التربية والتعليم وكل من هو ذو علاقة بالتربية سواء الأسرة أو المجتمع أو مؤسسات التعليم والمؤسسات الأخرى، فبعد أن استمع والحضور إلى السلام الوطني الذي عزفته الفرقة الموسيقية بالجمعية حياهم تحية أبوية وكأني به يقول: شكرًا لكم أن تغنيتم بوطنكم المعطاء وأن مثل هذه الأعمال تنمي القيم الوطنية وتظهر عمق الانتماء للوطن والاعتزاز به، ثم وقف سموه الكريم مع مجموعة من الأشبال يتجاذب معهم الحديث ويحاورهم بأسلوب تربوي عن مشروع رسل السلام الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- وعن دروسهم ومدارسهم وكان يناقشهم رغم صغر سنهم بأسلوب أبوي جعل الحضور في دهشة من قدرات الأمير الحوارية مع هؤلاء الفتية الصغار وكيف استنطقهم وجرأهم على الحديث معه بهذه السرعة وهذا الأسلوب، ليأتي موقف آخر تمثل في إصرار سموه أن يقوم اثنان من البراعم لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات بمشاركته في تتويج الفائز بكأس جمعية الكشافة العربية السعودية والتقاط الصور التذكارية لذلك التتويج والانتصار، فكم من مفردة إيجابية ستتحقق في شخصية هؤلاء البراعم وهم يجدون هذه الأريحية وهذا التشجيع والتقدير لمن هم صغار في سنهم، وأثنى سموه كثيرًا وبانت على محياه الفرحة والاعتزاز وهو يرى أحد الفرسان الفائزين بأحد السباقات طالبًا من مدارس التعليم العام وكأني بسموه يقول: الحمد لله أننا نسير على الطريق الصحيح وأن ذلك الفارس أحد مخرجات ما نعمل عليه سواء في التعليم أو الكشافة، ولم يخف الأمير فرحته ونشوته وهو يصرح بذلك للتلفزيون السعودي، ووضحت شخصية الوزير المتواضعة وهو يقوم بتكريم مجموعة من الطالبات والطلاب الفائزين بإحدى المسابقات وإصراره على أن يقبّل رؤوسهم والحديث معهم وتشجيعهم بكلمات أبوية تربوية غبطنا سموه عليها كثيرًا وقبل أن يغادر طلب منه مجموعة من نادي الفرسان بمحافظة الزلفي التقاط صورة تذكارية معه فرحب ولم يمانع، ليأتي ولي أمريطلب أن يلتقط صورة لطفله معه فرحب واضطر إلى الجلوس لطول قامة الأمير بجانب الطفل، وهو في طريقه إلى الخروج من الميدان طلب منه أيضًا مجموعة من الحضور نفس الطلب فكان أن لبى الدعوة بكل تواضع وأريحية معتادة غير مصطنعة.