«على خيول الريح.. يأتي العيد البعيد...» ولأنك الوقت... والغيم والصحو ولأنك المبتدا والمنتهى وكل أحاديث الجوى والسهد تتوسدين ذراعي وتكتبين فوق كفي... أحجية الحياة وترسمين على الشفق ابتسامة القرب والبعد الله... يا أنت يا غابة من العيون المهدودة بأوجاع البعاد لله يا أنت... يا ليالي السفر ومواعيد الإياب ويا استلقاء العمر فوق رمال شواطئك الخضر يسرقني التجوال في بحرك القيظ فأغدو كمن لا يبصر حدائق القمر أو كأنني أطفأت الشمس وسترت شعاعها عن عيونك المتجليات بالسأم والضجر تعالي... والقي مرساتك هنا واغرسيها سنبلة من ذهب تتوسد خفق صدري تعالي وكوني أنت... كما يكون الهوى في جوف نهر أو كمرايا لا تبصر ولا تتنفس تعالي وكوني كاستحالة قربك... أو تنائي كما أصابع الكفين أو كوني نقشاً فرعونياً مكتوب على ورق اللوتس انك الحب... وانك الحب وأنك العمر الوليد... الجديد تعالي كما لهفة الشوق للقيا.. في أماسي العيد البعيد الآتي على خيول الريح من أرض السماء... «البستاني»