حتى «القطط» إن حاصرتها، ولم تترك لها منفذاً لتخرج، آذتك، وقد تصيبك بعاهة مستديمة. هذا بالنسبة للقطط فكيف يكون الموقف عندما تضيق الخناق على رؤساء الأنظمة المستبدة والدكتاتورية وهي التي تدير وتنظم العديد من الأجهزة القمعية البوليسية وقد أضاف بعضهم «الجيش» لهذه الأجهزة القمعية مثل حالة رؤساء الأنظمة التي طاولتها رياح الربيع العربي. الرئيس التونسي الحالي الدكتور المنصف المرزوقي يوصي «ثوار الربيع العربي» بأن يتيحوا منفذاً لخروج «الدكتاتور» و»الرئيس المستبد» حتى لا تزيد الخسائر.. وهو هروب لصالح نجاح الثورة ولتقليل نزف الدماء، وبالمناسبة فإن الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية الحالي أحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان، وبالتالي فلا يمكن أن يوصف بأنه متواطئ مع الدكتاتوريين، وتاريخه النضالي ينزهه عن أي تهمة تواطؤ. لذلك فإن التشدد وغلق الأبواب حتى لا يخرج رؤساء الأنظمة إلى خارج بلدانهم بحجة محاكمتهم واسترداد الأموال التي سرقوها لا معنى له، وهل تستحق كلفة بقاء الرئيس مع حصيلة ما يتحقق إذ جرت المحاكمة لذلك الرئيس؟ أمامنا ثلاث حالات وعلى القارئ أن يقيّم الحصيلة: 1- الحالة الأولى، خروج الرئيس التونسي الذي وفرّ على الشعب التونسي دماء كثيرة كانت ستنزف إن لم يسهل خروجه. 2- الحالة الثانية، حالة الرئيس المصري حسني مبارك الذي لم يخرج رغم توفر كل الظروف والإمكانات لينتهي به المطاف متهماً يواجه المحكمة على سرير المرض في حالة لا يرى كثير من المصريين جدوى من استمرارها رغم أنها تشفي غليل من يسعى إلى الانتقام. 3- الحالة الثالثة، حالة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يجسد حالة «النمر الجريح» الذي رغم ما أصيب به من جراح ثخينة إلا أنه قادر على الإيذاء والقتال الشرس، فالرجل له قوات وأتباع وأنصار، وبقاؤه في الحالة الراهنة التي عليها اليمن يعقد الأمور أكثر مما يساعد على حلحلتها. ثلاث حالات نتائجها يعرفها كل متابع لأحداث تونس ومصر واليمن وكيف انتهت إليها الأمور في تونس، فيما لا يزال المصريون منشغلون بمحاكمة الرئيس، واليمنيون يقدمون دماءً إضافية لعدم تسهيلهم خروج الرئيس.