تسارعت وتيرة خطوات الدول خلال السنوات القليلة الماضية لمكافحة ظاهرة التدخين ومحاصرة المدخنين، واتخذت إجراءات لمنع التدخين في المناطق العامة والمؤسسات والدوائر الحكومية. وبدأت الدول بتطبيق قرار حظر التدخين في المناطق المغلقة حتى امتد إلى تطبيقه على مقاهي تدخين الشيشة منذ سنوات، وجميع هذه الأمور تعد من قرارات تضييق الخناق على المدخنين بسبب انتشاره خلال الآونة الأخيرة بشكلٍ لافت وواسع في أوساط الشباب والمراهقين والفتيات، وللحد من هذه الظاهرة والآفة الفتاكة بالمجتمع، خصوصاً وأن النسبة الأكبر لسكان المملكة هم من الشباب بمعدل 60%، ويجب العمل على تعزيز ثقافة التوعية بأساليب وأفكار جديدة تتسم بطابع الإبداع والموضوعية في الطرح مغلفة بنوع من الفكاهة لجذب الجماهير المختلفة لمتابعتها والانتفاع بها. ومن خلال حرص الجهات الرقابية والمنظمات الحكومية في الدولة على تبني حملات توعوية تثقيفية تستهدف فيها المدخنين وتحاصرهم للحد من نسب انتشار هذا الوباء بين أفراد المجتمع، وفي مبادرة لافتة، قامت جمعية مكافحة التدخين «نقاء» بتبني فكرة جديدة تساعد على تضييق الخناق على المدخنين ومطاردتهم للإقلاع عن هذا السم القاتل. حيث اعتمدت الفكرة في جوهرها على مضايقة المدخنين من خلال أجهزة لوحية إعلانية تحمل في داخلها جهاز حساس لكشف الدخان، فبمجرد كشف الجهاز للدخان يقوم بإصدار صوت سعال مزعج يصيب المدخن بالتعجب لافتاً انتباهه للرسائل التوعوية التي يحملها اللوح الإعلاني ومن ثم مع صوت السعال المرتفع ينزعج ويترك التدخين، حيث ستقوم الجمعية بنشر هذا الجهاز في الأسواق والشوارع والمستشفيات، إضافة إلى الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة لمحاولة ثني المدخنين والتقليل من استخدامهم لسجائر التبغ. يذكر أن التدخين يسبب العديد من الأمراض القاتلة مثل سرطان الرئة والحنجرة والالتهاب الشعبي المزمن والجيوب الأنفية وأمراض القلب وتصلب الشرايين وأمراض الجهاز الهضمي والتهابات الفم والفك واللثة وتحتوي السيجارة الواحدة على مواد سامة تتراوح بين أربعة إلى ستة آلاف مادة.