كانت عروض الألعاب النارية المذهلة تضيء كورنيش الدارالبيضاء معلنة افتتاح صرح لا بد أن تفاخر به هذه المدينة الساحلية التي شهدت احتفالا كرنفاليا بإطلاق مركز «موروكو مول». وتحت هذه الأضواء التي تخطف الأنفاس كنت ألمح علامات السعادة تغمر ملامح الشيخ علي الجديعي، الذي التفت إلي قائلا: «نحن سعيدون بإنشاء هذا المركز في المغرب. إنه بلد عزيز علينا. بلد جميل ومعلم حضاري وبه استقرار سياسي ونمو اقتصادي جيد كلها عوامل من شأنها استقطاب أكبر عدد سياحي في إفريقيا وخاصة السياحة الأسرية». وفي هذه اللحظة بدأت نافورة المركز التجاري الموسيقية الثالثة من نوعها في العالم ترقص على أنغام الموسيقى. انتهى الحفل بعد هذ العرض، غير أن الدارالبيضاء بدأت منذ تلك اللحظة تسجل اسمها في قوائم العالم بفضل هذا المركز التجاري المذهل. ويبدو أن الشيخ الجديعي لم يكن وحده السعيد بهذا الصرح العالمي، فقد كانت إمارات السعادة والذهول بادية أيضا على أكثر من ثمانية آلاف شخص من جميع أنحاء العالم وممثلي الوكالات التجارية العالمية وعدد كبير من الوجهاء والأعيان ورجال الأعمال والإعلاميين حضروا يوم الخميس الخامس من ديسمبر حفل الافتتاح الرسمي للمركز التجاري العملاق «موروكو مول» بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء بالمغرب الذي بني بالشراكة بين مجموعة الجديعي السعودية ومجموعة أكسال المغربية. وجرى حفل الافتتاح برعاية كريمة من الأميرة للا مريم التي رافقها الشيخ علي الجديعي رئيس مجموعة الجديعي وسلوى اخنوس مديرة مجموعة أكسال في زيارة لأروقة المركز شملت زيارة مسجد المجمع وسوق فاس، والسوق الأمازيغي، وسوق مراكش، وسوق الذهب، التي تشكل فضاء لمدينة، وهو رياض تمتزج فيه الأصالة بالحداثة. بعد ذلك، حضرت الأميرة للا مريم عرض النافورة الموسيقية، وهي الثالثة من نوعها في العالم، التي تم إنجازها على مساحة 6000 متر مربع، كما زارت جناح المحلات التجارية الفاخرة. إثر ذلك، توجهت للا مريم إلى الطابق الأول لمشاهدة حوض أسطواني للسمك، يصنف ثالثا على الصعيد العالمي بعد حوضي واشنطن وبرلين. وقد حضر حفل الافتتاح الرسمي صالح الجديعي مدير عام مجموعة الجديعي السعودية، وفيصل الجديعي نائب رئيس المجموعة وعبد اللطيف الجديعي مدير مجموعة الجديعي في المغرب ويوسف الجديعي مدير المجموعة في المنطقة الغربية وعبد العزيز الغانم مستشار الرئيس في مجموعة الجديعي وجمال خضر مدير التسويق والتطوير في المجموعة ورجل الأعمال علي اللزام وعدد من الوجهاء والأعيان السعوديين، كما حضره ممثلون من السفارة السعودية في الرباط كان على رأسهم الاستاذ سالم المطيري نائب السفير السعودي في الرباط إضافة إلى الاستاذ فهد الزومان مسؤول العلاقات العامة في السفارة. كما حضره نجوم من سينما هوليوود. وأقيم المشروع، الذي يُصنَّف الثالث عالميًّا ضمن أول المجمعات الخمسة على الصعيد العالمي، على مساحة 10 هكتارات، 250 ألف متر مربع مبنية و30 ألفا من الفضاءات الخارجية؛ 4 هكتارات خضراء ومواقف للسيارات تصل مساحته إلى 90 ألف متر مربع. ويبلغ طول المول كيلومتر، وبلغت تكاليفه ما يقرب من مليار ريال سعودي. وكان قد أعلن عن إنشاء هذا المشروع الضخم قبل أربع سنوات وقد شرع في البناء سنة 2007، ويضم بالإضافة إلى نقاط البيع قاعة للسينما ثلاثية الأبعاد و»أكواريوم» ونافورة موسيقية وحديقة للألعاب يتوقع أن تستقبل 500 ألف أسرة سنويا. ووفقا للمهندس الرئيسي للمركز التجاري دافيد بادوا: «تشكل 14000 متر مربع من الهواء الطلق والمناظر الطبيعية والحدائق والنافورات وقاعات السينما والتزحلق على الجليد والبولينغ وحوض الأسماك، وحوالي 40 مطعما من مختلف الأذواق مجالا حقيقيا للترفيه، سواء لسكان العاصمة الاقتصادية أو لمختلف الزوار الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 15 مليون زائر في العام». وبحسب القائمين على المشروع فإن المركز التجاري Morocco mall يوفر 5000 آلاف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى 21 ألف فرصة غير مباشرة. ويتميز المول بالانسيابية وروعة التصميم والتنفيذ حيث قامت بتنفيذه شركة «أوجيه» المعروفة عالميا بالتصميمات الهندسية الخاصة بإنشاء المراكز التجارية الكبرى في العالم. وقد تمكنت مجموعة الجديعي وشريكتها المغربية أكسال، اللتان استثمرتا أكثر من 200 مليون يورو في المشروع من تسويق مجموع المساحة التجارية للمركز التجاري الذي يضم 350 متجرا، علما أن المتوسط العالمي لا يتجاوز 80 متجرا. كما مكن المشروع من استقطاب عشرات العقود الممنوحة لكبريات الماركات والعلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم (حوالي 600 علامة يحل بعضها لأول مرة في المغرب وفي القارة الإفريقية ككل)، مما يحفز ثقة المستثمرين الأجانب للنظر إلى المغرب كمحطة متميزة في مجال التجارة الحديثة. ويضم المركز التجاري 334 نقطة بيع على مساحة 70 ألف متر مربع، تضم علامات محلية ودولية تمتد من الألبسة والأكسسوارات والمجوهرات ومحلات لبيع الساعات والمنتوجات الفخمة والعطور فضلا عن المقاهي والمطاعم. وتمكن «موروكو مول» من إنجاز معدل تسويق يصل إلى 98% قبل الافتتاح، مقتربا من الهدف الذي سعى إليه مشيدوه، ومتجاوزا بذلك المعايير الدولية في مجال مراكز التسويق التي لا تتعدى 80 في المائة.