يأتي توجيه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران بإنشاء ناد أدبي في نجران متزامنا مع الحدث الثقافي الهام الذي تعيشه المملكة هذا العام وهو اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية, وقد أكد سموه على دعم النادي وتأمين كل احتياجاته ليرى النور أسوة بالأندية الأخرى في مناطق المملكة. وجاء توجيه سمو الأمير مشعل لاقامة هذا النادي انطلاقا من حرصه واهتمامه بخدمة الأدب والأدباء وللدور الفعال الذي سيلعبه النادي الجديد في نقل حضارة المنطقة وجعلها منبرا من منابر الفكر الأدبي والعلمي (1) . والأمير مشعل رجل علم وفكر وثقافة وسجله في هذا المجال ناصع واسهاماته معروفة فهو شغل منصب نائب رئيس اللجنة العلمية في المركز الدولي للدراسات في إيطاليا وحائز على جائزة المركز لجهوده في دعم أعماله, وحاصل على ميدالية الجمهورية الإيطالية لدوره في تنمية وتعزيز العلاقات الإيطالية العربية ولاسيما في الجانب العلمي والثقافي, والمركز الدولي معروف بمكانته العلمية العالمية كقناة اتصال علمية وثقافية بين أوربا والعالم العربي ومد الجسور الثقافية والفكرية بين الشخصيات الفكرية والعلمية في العالمين العربي والغربي لإقامة روابط متينة بين الحضارتين (2) . وقد كلف سموه الأستاذ رشيد بن حويل البيضاني مدير إدارة تعليم البنات في نجران بالعمل على إنشاء هذا النادي واتخاذ الاجراءات العملية لانطلاقته. والأستاذ البيضاني كاتب وباحث يحمل الماجستير في اللغة العربية ونالها على دراسته العلمية لمخطوط (الترتيب الجميل في شرح التركيب الجليل للسعد التفتازاني) وهي مخطوطة مهمة في النحو العربي سبق للجزيرة الثقافية نشر عرض موسع لها، وله العديد من الاصدارات الأدبية والتربوية ومنها الدرر الثمينة في أهم علوم العربية الأدب الجاهلي بين الماضي والحاضر، التلوث الأدبي، الآفاق التربوية في فن الإدارة المدرسية، مدير المدرسة بين النظرية والتطبيق، ديوان يتضمن مختارات شعرية (نشرت الجزيرة خبرا عنه) (3) . إن الأندية الادبية التي تعمل في مناطق عديدة من المملكة تسهم في إثراء الحركة الأدبية والثقافية (ونشر الأدب والثقافة بين أعضائها وكذلك نشر الوعي بين الجماهير بما يتلاءم مع العقيدة الإسلامية) (4) وذلك من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وحلقات البحث والمناظرات ودعوة مشاهير الكتاب والشعراء واصدار النشرات والمجلات التي تضم روائع أدبية وثقافية متنوعة، إلى انشاء المكتبات واجراء البحوث والتعاون مع الأندية المماثلة عربيا وعالميا بما يؤدي لتبادل المعلومات والبحوث والكتب وإبراز الأدباء الشباب وتسليط الضوء على انتاجهم وتشجيعهم. وتحظى هذه الاندية برعاية واهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث تؤمن كل احتياجاتها لتؤدي الدور المطلوب منها بنجاح, وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب خلال اللقاء الثقافي الذي حضره في النادي الأدبي بالرياض مؤخرا الحرص على الأندية الأدبية لأن تكون في المقدمة دائما , كما أشار إلى أن الآمال معقودة على جميع المؤسسات الثقافية في بلادنا من أجل اظهار وابراز منائر ومنابر الثقافة في بلادنا العام 2000م (5) وتأسيس نادي نجران الأدبي في هذه المنطقة الغنية التي تشهد تطورا كبيرا يشمل كل الجوانب سيسهم في تسليط الأضواء على أدباء المنطقة وإبرازهم وكذا التعريف بنجرانالمدينة الأثرية العريقة التي تضم آثارا متنوعة لعل من أبرزها مدينة الاخدود التاريخية, والإعلان عن التوجيه لتأسيس النادي متزامنا مع اختيار الرياض عاصمة ثقافية عربية هو بشرى خير على طريق هذه الاحتفالية الثقافية المتميزة التي تشهدها المملكة وتؤدي لإلقاء الضوء على الحركة الأدبية والثقافية فيها وتعريف العالم بها، وخلق مزيد من التواصل والتبادل الثقافي بما يحقق الهدف الذي كان من أجله مشروع العواصم الثقافية. * هوامش: (1) الجزيرة في 26 رمضان 1420. (2) المدينة في 18 رمضان 1420ه (3) لقاء مع الأستاذ رشيد البيضاني. (4) نظام الأندية الثقافية والأدبية في المملكة. (5) الجزيرة في 22 رمضان 1420ه.