حق المسلم على المسلم خمس وفي رواية ست: رد السلام واجابة الدعوة وتشميث العاطس واتباع الجنازة وعيادة المريض,, الخ, ولما كان حال المريض من الضعف والهوان, شرع الإسلام زيارته والدعاء له والتلطف معه واحتساب الأجر في ذلك عند الله تعالى. فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه كسعد بن عبادة رضي الله عنه وغيره من الصحابة، بل لقد عاد بعض الصبيان وبعض الأعراب والمشركين حين رجا إسلامهم كما فعل عليه الصلاة والسلام بالغلام اليهودي الذي كان يخدمه حين مرض فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده في مرضه فقال: أسلم، فأسلم، رواه البخاري. وكان من سنته عليه الصلاة والسلام وضع اليد على المريض او على موضع الداء ويقول: لا بأس طهور ان شاء الله وقال حين عاد سعدا: اللهم اشف سعدا واتتم له هجرته، وقال سعد رضي الله عنه فمازلت اجد برده على كبدي فيما يخال الي حتى الساعة, وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم ايضا قوله لمن يعوده اذهب البأس رب الناس، اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وقد عاد الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وعك، وكان عليه الصلاة والسلام يوعك كما يوعك الرجلان منا. ونظرا لما هي حال الدنيا من النكد والمرض وفقد الحبيب الى آخره، فإن المؤمن تصيبه كغيره من الأمراض والهموم، ولكنها إما لدفع مكروه او رفع لدرجاته او حط من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها, فالمؤمن يعلم انه في خير حال اذا صبر واحتسب عند الله عز وجل ذلك بخلاف حال المنافق والفاجر حين يمرض فهو كما ورد في حديث سلمان رضي الله عنه كالبعير عقله اهله ثم ارسلوه فلا يدري لم عقلوه ولم ارسلوه, رواه البخاري, وإذا كانت عيادة المريض سنة وحقا فقد ورد في السنة اشارات لطيفة في آداب تلك العيادة يجدر بالمسلم تحريها وتطبيقها عند القيام بها ومنها: ان يتخير الوقت المناسب للزيارة بأن لا تكون في وقت غير لائق بالعيادة كوقت الراحة والنوم وشرب الدواء ونحوه، ومنها: ان لا يطيل الجلوس عنده حتى يضجره، وان لا يتكلم عنده بما يزعجه، وان يغض بصره ويقلل من السؤال وان يظهر الرقة واللطف وان يخلص في الدعاء وان يوسع للمريض في الامل وان يشير عليه بالصبر واحتساب الاجر وان يحذره من الجزع لما فيه الوزر، الى غير ذلك من الآداب الكريمة التي وردت في السنة المطهرة على صاحبها افضل الصلاة والسلام في هذا المجال الإنساني والذي يحق لكل مسلم ان يباهي بها الأمم لما اشتملت عليه من سمو في الآداب وكرائم الأخلاق. * كوالالمبورماليزيا mustashar*makloob.com