ليست ضربة جزاء تلك التي فاز بها الهلال على النصر في نهائي البطولة العربية للأندية ابطال الكؤوس، فقد اجمع القاصي والداني من المحللين المحايدين على ان عمر الغامدي الذي رمى جسمه على ابراهيم ماطر فأوقعه ارضاً أجاد الانحناء وهو يفعل ذلك وبشكل يُوهم بأنه تعرض لإعاقة وأن هذا التمثيل لايُمكن أن يفوت على حكم قاد نهائي كأس العالم الا اذا اراد ذلك وقد ارادها سعيد بلقولة وفي وقت مناسب انتقاما من ذلك التصريح الذي اطلقه نائب رئيس النصر ضده! سعيد بلقولة اكمل في المباراة النهائية المهزلة التحكيمية التي شهدتها البطولة وكادت ان تُفسدها قبل انتهائها وكان يمكن ان يحدث ذلك في النهائي لو كان الفريق الآخر ليس سعودياً حيث لن يقبل ابداً ان يُسلب منه حقه في المنافسة على اللقب بهدف قاتل من ضربة جزاء قاتلة. ولكن الحمد لله ان الفريق الآخر كان سعودياً يهمه نجاح البطولة ولو على حساب حقه المشروع. غير ان هذا الذي حدث في آخر الشوط الاضافي الاول لا يلغي حقائق يجب ان يتعامل معها النصراويون بعيدا عن شماعة الحكم فالنصر لم يكن له وجود في المباراة خلال الثلاثين دقيقة الاولى من الشوط الاول بسبب الخطأ الذي كرره آرثر في النهائي على التوالي وكأنه لم يستفد من مباراة الاهلي شيئاً فأسلوب 4/5/1 الذي اراح الدفاع الاهلاوي طيلة الشوط الاول من نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد قدم الخدمة نفسها للدفاع الهلالي في الشوط الاول من نهائي البطولة العربية. كذلك اخطأت الادارة النصراوية بعدم التعاقد مع هداف يساند علي يزيد حسب وعدها الذي لم تحققه. كذلك خذل بعض اللاعبين جماهيرهم العريضة وعلى رأس هؤلاء فؤاد انور الذي عليه ان يراجع حساباته ويركز جهده في مركز واحد فالحماس الزائد ضيّعه وضيّع الفريق. كذلك كانت التصريحات النصراوية الواثقة من الفوز على الهلال ليس في النهائي وحسب وإنما خلال خمسين سنة قادمة لا معنى لها سوى الاستفزاز الذي لم يعد يؤكل نصراً وبطولة في زمن التعامل مع المعلومات والحقائق. مبروك للهلال وعلى العمل النصراوي الاداري والفني ان يستوعب الدرس الثاني هذا الموسم بعيدا عن يوسف العقيلي وسعيد بلقولة. جماهير اللاعب ظاهرة جماهير النجم ليست جديدة ولكن الجديد فيها أنها ذكرت كسبب لقلة الحضور الجماهيري في البطولة العربية الاخيرة وورد اسم يوسف الثنيان وسامي الجابر كدليل على واقعية هذا السبب. ولست أختلف مع اصحاب هذا الرأي لاسيما بالنسبة ليوسف الثنيان الذي يعتبر النجم الجماهيري الاول في تاريخ الكرة الهلالية. لكن ذلك ليس بيت القصيدة وإنما الإقرار بالظاهرة على نمط هلالي غير مسبوق بعد ان كانت حكراً على فرق اخرى ومنها النصر بكل تأكيد ابان وجود ماجد عبدالله فيما اطلقوا عليه: جمهور النجم الواحد وهكذا سرت الظاهرة على الهلال اخيرا وكان يمكن ان تكون قبل ذلك لولا ان الهلال كان يفتقد للنجم الجماهيري الحقيقي رغم كل المحاولات الاعلامية لصناعته وذلك الى ان وُلد يوسف الثنيان من جديد حيث عدّل مزاجه وأصبح لاعبا ملتزما بالتدريب والجماعية بعد ان اهدر سنوات من موهبته يحاور المدرجات, وفي مرتبة اقل يأتي سامي الجابر كما كأن يأتي في النصر فهد الهريفي. غير ان عشق الجماهير ليس كل شيء فكما كان في النصر اسماء اخرى فان في الهلال الآن اسماء اخرى: ألا يكفي وجود حارس آسيا محمد الدعيع؟ أليس نواف التمياط نجماً يستحق ان يحضر الجمهور من اجله؟ بلى لولا ان معظم الجماهير تتناقل عدوى النجم الواحد فتزحف من اجله للمدرجات حتى في المباريات الودية والتمارين. كاد أن,. في ظل فرحة الانتصار ينسى البعض احداث المباراة وبالتحديد ان الفريق الكاسب كاد ان يخسر والفريق الخاسر كاد ان يكسب. وأقرب مثال على ذلك اللحظة الحرجة التي تعرض لها الهلال السعودي امام المحمدية المغربي في الشوط الاضافي الثاني حين كاد المغاربة ان يظفروا بالهدف الذهبي قبل ان ترتد الكرة من العارضة ثم تتحول الى هجوم معاكس انهاه نواف التمياط هدفاً ذهبياً هلالياً. ان من لحظات المفارقة العجيبة التي تحدث في بعض المباريات الحاسمة حيث تنتقل فرصة الهدف الحاسم من الفريق الى منافسه بصورة سريعة ومثيرة تتبدل فيها مواقع الفرح والحزن من مدرج الى آخر فإذا بالذي كاد يكسب يخسر واذا بالذي كاد يخسر يكسب. هذه المفارقة العجيبة ليست دلالة حظ باستمرار وإنما قد تكون منصفة كما هي في مباراة الهلال والمحمدية حيث كان الهلال السعودي هو الافضل والاحق بالفوز وكان من ظلم الكرة ان يخرج بالهدف الذهبي الذي كاد ان يسجله لاعب المحمدية ولذلك حين ارتدت الكرة الى هدف ذهبي للهلال لم يكن الامر سوى الانصاف الكروي الذي يتحقق احيانا. ما أريد أن أقوله هنا ان لحظة حاسمة في مباراة مصيرية تظل عالقة بالذاكرة لاسيما اذا انتهت المباراة ضد الفريق الذي فرّط في تلك اللحظة لكنها لن تكون ذكرى حزينة اذا ماكان هذا الفريق طوال المباراة لا يستحق تلك اللحظة التي غافلت الفريق الافضل ولو كان الوضع بالعكس لكانت الحزن كله,. ماقل ودل * لا يدخل فريق بعلم الوطن الا اذا كان الفريق الآخر من وطن آخر,, هكذا هو البرتوكول لو كانوا يعلمون. * بين ضربة الجزاء التي تجاهلها لمصلحة النصر في الشوط الاول وضربة الجزاء التي احتسبها كهدف قاتل يكمن السر. * لأول مرة يصدر موقف رسمي من احد الاندية السعودية ضد ناد سعودي آخر في شأن خارجي. * من حسن حظ سعيد بلقولة ان الطرف الآخر كان النصر السعودي ولم يكن الوحدات الأردني. * كانوا يسخرون من كأس اللعب النظيف حتى والنصر يحققه عالمياً فما بالهم حرصوا عليه وفرحوا به؟ * ليس فقط لقب افضل حارس هو الذي تحوّل في اللحظة الاخيرة فقد كانت كلمة السر حوِّل يا محوِّل.