تحول سجن كوهات الواقع في الاقليم الحدودي الباكستاني المتاخم لافغانستان الى قلعة مسلحة بعد ان بات مركزا رئيسيا لاستجواب العناصر المعتقلة في تنظيم القاعدة سواء من العرب أو الغربيين بينما يسعى محققون أمريكيون الى استجواب أربعة باكستانيين في مسائل متصلة بالهجمات التي تعرضت لها يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي. وفي واحدة من اكبر عمليات الاستجواب منذ اندلاع الازمة الدولية الناجمة عن الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي/يقوم محققون أمريكيون باستجواب 141 شخصا من عناصر تنظيم القاعدة المحتجزين في سجن كوهات الباكستاني . وكشف تقرير صحفي أمس الأول في إسلام آباد النقاب عن ان المحققين الأمريكيين الذين وصلوا أمس على متن طائرة من طراز هيركليوز سي/130 لقاعدة كوهات الجوية اتجهوا للسجن بهذه المدينة الواقعة في الاقليم الحدودي الباكستاني المتاخم لافغانستان وبدأوا فورا في استجواب ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن . وأضاف التقرير ان المحققين الأمريكيين عرضوا على المعتقلين الثلاثة بعض الصور الفوتوغرافية لريتشارد ريد الذي قيل انه حاول نسف طائرة ركاب اثناء رحلة قامت بها يوم السبت الماضي بين العاصمة الفرنسية باريس وميامي في الولاياتالمتحدة باشعال اعواد من الثقاب في متفجرات كان يخفيها في حذائه . ونسب التقرير الذي نشرته صحيفة نيوز الباكستانية لمصدر رسمي قوله انه من المعتقد ان المقاتلين الثلاثة في تنظيم القاعدة وهم من العرب قد تعرفوا على ريتشارد ريد الذي يحمل جواز سفر بريطانيا أمام فريق المحققين الأمريكيين المكون من 13 محققا . ووفقا لهذا التقرير فان الجيش الباكستاني هو الذي يتولى اجراءات الأمن خارج سجن كوهات بينما عهدت اجراءات الأمن داخل السجن «الذي تحميه مدافع مضادة للطائرات» للأمريكيين ونقل نحو 625 سجينا عاديا من السجناء الذين كانوا يقضون مدد عقوباتهم داخل سجن كوهات لسجون أخرى في الاقليم الحدودي الباكستاني . وعلى حد مانسبه التقرير لمصدر رسمي باكستاني فانه بات من المحظور على أي مدني الاقتراب من محيط سجن كوهات فيما سحب الطاقم الباكستاني لهذا السجن بما في ذلك مدير السجن كاكا خيل الذي لم يسمح له بمشاهدة أي عنصر من العناصر المعتقلة والتابعة لتنظيم القاعدة . وفي الوقت نفسه فان أغلب العناصر الغربية التابعة لتنظيم القاعدة نقلت لسجن كوهات أو بعض القطع البحرية الأمريكية فيما اضحت هذه العناصر الغربية سواء في تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن أو حركة طالبان مشكلة أمنية خطيرة تجابه السلطات الباكستانية وتتابع سفارات دول غربية في إسلام آباد هذه المسألة باهتمام بالغ . وكان بيتر تيجلر سفير السويد في إسلام آباد قد اشار موخرا الى ان السفارة في انتظار الحصول على معلومات رسمية بشأن شخص يشتبه في انتمائه لحركة طالبان أو تنظيم القاعدة كانت السلطات الباكستانية قد اعتقلته في الاسبوع الماضي وبحوزته جواز سفر سويدي . وقد اعتقل هذا الشخص الذي يحمل جواز سفر سويديا منذ عشرة أيام ضمن 150 شخصا لدى دخولهم الأراضي الباكستانية قادمين من أفغانستان فيما لم يذكر السفير بيتر تيجلر اسمه مكتفيا بالاشارة الى انه قد يكون عربي الأصل . وأفاد تقرير صحفي في إسلام آباد ان سكان بلدة تاندور الواقعة في منطقة بارشينار القبائلية الباكستانية قد دفنوا في مقابر بلدتهم مواطنا فرنسيا يدعى هيرفي داجميل يعتقد انه من عناصر تنظيم القاعدة التي فرت من أفغانستان . وأوضح التقرير ان سكان هذه البلدة عثروا على جثة هيرفي داجميل وقد غطتها الثلوج في منطقة متاخمة لجبال تورا بورا بعد ان طلب بعض عناصر تنظيم القاعدة فور اعتقالهم استعادة جثة رفيقهم الفرنسي الذي قضى نحبه في رحلة الهروب من أفغانستانلباكستان ودفنها في الأراضي الباكستانية . وقال أحد المسؤولين عن الأمن في منطقة كورام القبائلية انه قد عثر في ملابس المتوفي على جواز سفر فرنسي وتذكرة سفر صادرة عن شركة الخطوط الجوية الباكستانية ومبلغ 156 ألف أفغاني العملة المحلية لافغانستان فضلا عن 2000 ألف روبية باكستانية . وأشار الى ان هذا الشاب الفرنسي كان قد وصل الى مدينة لاهور عاصمة اقليم البنجاب الباكستاني يوم الحادي عشر من شهر مارس عام 2000 في طريقه للأراضي الأفغانية . ومن المعتقد ان العديد من عناصر تنظيم القاعدة قد هلكوا من جراء الصقيع والجوع أثناء رحلة الهروب في جبال تورا بورا للأراضي الباكستانية . وذكرت مصادر حسنة الاطلاع ان عددا كبيرا من مقاتلي تنظيم القاعدة ومن بينهم بعض مساعدي أسامة بن لادن زعيم التنظيم قد عبروا للمناطق القبائلية في باكستان بعد الغارات الجوية الامريكية المكثفة على جبال تورا بورا في شرق أفغانستان . ونقلت تقارير صحفية في إسلام آباد عن بعض افراد القبائل قولهم ان هناك عددا من الاجانب والعناصر غير العربية المنتمية لتنظيم القاعدة في نواحي داري وغاليو وميشتى ميلا وزارجارى ودوجار وتيراه بمناطق كورام وخيبر واوراكزاي القبائلية فيما تحظى هذه العناصر بتعاطف بعض سكان تلك المناطق. ووفقا لبعض المصادر فان عددا من الاجانب في تنظيم القاعدة عبروا لمناطق القبائل الباكستانية قادمين من اقليم نانجارهار في شرق أفغانستان قبل انتشار الجيش الباكستاني في هذه المناطق. وادعى احد السكان انه شاهد بعض الاجانب يدخلون مناطق القبائل الباكستانية عبر مناطق داردار وكاناكاي وتاندر الواقعة عند التلال الملاصقة للجبل الابيض في تورا بورا وذلك خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المنقضي . وقال شاهد عيان لقد رأيت اكثر من 500 أجنبي اغلبهم من العرب يقيمون في احدى المدارس الدينية بناحية غانداب في منطقة بارا شامكاني بينما نقلت صحيفة الدون عن مصادر مطلعة قولها ان الملا عبد الكبير أحد قادة حركة طالبان والحاكم السابق لاقليم نانجارهار الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع شيوخ قبائل باكستانية هو الذي تولى كافة الترتيبات المتصلة بتوفير ملاذات آمنة للمقاتلين الاجانب في طالبان وتنظيم القاعدة . وأضافت المصادر ان الملا عبد الكبير دخل بعد ذلك الأراضي الباكستانية مع عدد من المسؤولين في حركة طالبان عبر منطقة كاناكاي غير ان بعض افراد القبائل قاموا يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر الحالي بتسليم اكثر من 100 شخص من عناصر تنظيم القاعدة للسلطات المحلية في منطقة كورام القبائلية . ومن جانبها نفت السفارة الفرنسية في إسلام آباد ان يكون أحد الاشخاص الذين اصيبوا مؤخرا داخل أفغانستان اثناء قتاله في صفوف حركة طالبان ويتلقى حاليا العلاج في مستشفى بمدينة بيشاور الحدودية الباكستانية هو فرنسي الجنسية كما قيل من قبل. ويخضع هذا الشخص المدعو عبد الرحمن لحراسة مشددة في المستشفى الذي يعالج به في بيشاور فيما كانت تقارير صحفية في إسلام آباد قد افادت انه اعتقل في الأسبوع الماضي لدى دخوله الأراضي الباكستانية قادما من أفغانستان مع خمسة اشخاص من العرب الافغان موضحة انه تلقى تدريبات عسكرية في معسكر تابع لتنظيم القاعدة منذ ستة أشهر . ووفقا لهذه التقارير فان مسؤولين بالمخابرات الأمريكية قد سعوا لاستجواب هذا الشخص الذي يتحدث الفرنسية والانجليزية بطلاقة فيما لم يلتق به بعد أي مسؤول من السفارة الفرنسية في إسلام آباد . ونسبت صحيفة الدون الفجر الباكستانية الى مسؤولين بحكومة الاقليم الحدودي قولهم ان خمسة مواطنين فرنسيين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة يجرى استجوابهم حاليا في سجن كوهات بعد اعتقالهم بالقرب من منطقة بارشينار فور تسللهم من الأراضي الأفغانية . ولم يستبعد المحلل الباكستاني كينوار ادريس احتمال ذوبان العناصر المتسللة من تنظيم القاعدة وحركة طالبان وسط ثلاثة ملايين لاجىء أفغاني في باكستان وقيامهم بأنشطة تخريبية انتقاما من الهزيمة التي تعرضوا لها في أفغانستان وردا على الموقف الرسمي الباكستاني المساند للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة . وكان الملا عبد الشكور وزير الاتصالات السابق في حكومة طالبان قد هدد بشن عمليات انتقامية داخل الأراضي الباكستانية اذا قامت الحكومة الباكستانية بتسليم أي مسؤول في حركة طالبان للولايات المتحدة غير انه لم يفصح في تصريحاته التي ادلى بها في مدينة سبين بولداك الحدودية الأفغانية عن سبل تنفيذ حركته المنهارة لهذه العمليات الانتقامية . وحتى الآن فان نتائج استطلاعات الرأي العام الباكستاني تفيد ان حركة طالبان تتمتع بقدر من التأييد على مستوى رجل الشارع فيما تزيد هذه النسبة بين الرجال بالمقارنة مع النساء في باكستان . ووفقا لنتائج احد الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا على عينة شملت 500 رجل و500 سيدة في باكستان فان نسبة تصل الى 46 في المائة من الرجال يؤيدون حركة طالبان فيما بلغت نسبة التأييد لهذه الحركة بين النساء 40 في المائة وكانت أعلى نسب التأييد لطالبان في العاصمة الباكستانية إسلام آباد ومدينة روالبندي المتاخمة . واظهرت نتائج هذا الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة أيه سي نيلسون للأبحاث واستطلاعات الرأي العام وشمل مدن إسلام آباد وروالبندي وكراتشي ولاهوران نسبة تصل الى في المائة من الباكستانيين يعتبرون الولاياتالمتحدة قوة متعجرفة بينما اعرب 40 في المائة من الذين أدلوا بآرائهم في هذا الاستطلاع عن اعتقادهم بأن واشنطن لايعتد بها كصديق لباكستان . واقرت نسبة تصل الى 57 في المائة من الباكستانيين بصحة القرار الذي اتخذه الرئيس برفيز مشرف بمساندة الولاياتالمتحدة في حربها ضد الارهاب غير انهم قالوا انه كان من المتوجب على الرئيس الباكستاني ان يعارض عمليات القصف التي تعرضت لها أفغانستان. ويقدر عدد المعتقلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الذين يستجوبهم محققون أمريكيون بنحو 7 آلاف شخص فيما افادت تقارير وردت لاسلام آباد ان الأجهزة الامنية والاستخبارية للحكومة الانتقالية الجديدة في أفغانستان برئاسة حامد قرضاي تكرس اغلب جهودها لمسألة جمع معلومات حول الاماكن التي من المحتمل ان يكون أسامة بن لادن والملا محمد عمر قد لاذا بها بعيدا عن قبضة واشنطن . ومن بين 150 معتقلا من عناصر تنظيم القاعدة واغلبهم من العرب في سجن كوهات بالاقليم الحدودي الشمالى الغربي في باكستان فان هناك بعض الأجانب من غير العرب على حد قول عطا الله وزير مدير الأمن في هذه المدينة. وكان أحد الاجهزة الامنية الباكستانية قد صادر يوم الأحد الماضي كافة الوثائق في مقر القنصلية السابقة لطالبان بمدينة كويتا الحدودية الباكستانية بينما ذكرت صحيفة نيشن ان بعض الاجانب كانوا برفقة عناصر هذا الجهاز الأمني لدى مصادرة وثائق طالبان ولم يعرف بعد ما اذا كان هؤلاء الاجانب ينتمون للمخابرات الأمريكية أو للامم المتحدة على حد قول الصحيفة الباكستانية . وفي الوقت نفسه قامت الاجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفيدرالية الباكستانية بتوزيع وتعميم أسماء أربعة مواطنين باكستانيين على كافة دوائر الأمن في الاقاليم الأربعة لباكستان فيما أوضحت أمس الأول صحيفة الدون ان هؤلاء الباكستانيين الأربعة مطلوبون للولايات المتحدة لاستجوابهم في مسائل تتصل بالهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي . ويحمل ثلاثة من المطلوبين على ذمة التحقيقات في أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي اسما واحدا هو اشفاق محمد فيما تختلف بيانات جوازات سفرهم بينما يحمل الشخص الرابع اسم احمد فايز.