قررت السلطات الباكستانية أمس إجراء تحقيق في ملابسات هروب عدد من عناصر تنظيم القاعدة مؤخراً في الأقليم الحدودي المتاخم لأفغانستان لتحديد المسؤولية عن هذا الحادث فيما وصل مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى اسلام اباد لبحث المسائل المتصلة بعمليات مطاردة وضبط عناصر هذا التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن في الوقت الذي احجمت فيه حكومة الجنرال برويز مشرف عن التعليق على تقارير صحفية افادت ان عبد السلام ضعيف السفير السابق لحركة طالبان قد تقدم بطلب للحصول على حق اللجوء في باكستان. وقد أمر السيد افتخار رئيس حكومة الاقليم الحدودي الباكستاني المتاخم لأفغانستان بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات هروب بعض العناصر المعتقلة من تنظيم القاعدة مؤخرا اثناء نقلهم من منطقة كورام القبائلية لمدينة كوهات. وطلب افتخار الذي ترأس أمس في بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي اجتماعاً لمسؤولي الأمن فى الاقليم من هذه اللجنة تحديد المسؤولية في حادث فرار بعض عناصر تنظيم القاعدة تمهيدا «لإنزال العقاب الصارم بالمسؤولين عن الحادث». كما دعا رئيس حكومة الاقليم الحدودي خلال هذا الاجتماع الأمني لاتخاذ المزيد من إجراءات الرقابة والسيطرة الحدودية للحيلولة دون تسلل أي عناصر هاربة من افغانستان للأراضي الباكستانية فيما طلب من وزارة الداخلية في الاقليم التنسيق مع شيوخ القبائل واشراكهم في الاجراءات الرامية للحفاظ على الامن والنظام في المناطق القبائلية. ونقل بيان رسمي صدر مساء أول امس في مدينة بيشاور عن رئيس حكومة الاقليم الحدودي الباكستاني قوله انه من المتعين مساعدة اللاجئين الأفغان الراغبين في العودة لبلادهم داعيا لمزيد من التنسيق بين الجهات الرسمية في الاقليم المسؤولة عن شئون اللاجئين وبين المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وكان متحدث باسم مكتب المفوضية العليا للاجئين في بيشاور قد اكد ان هناك مؤشرات تفيد وجود رغبات لدى بعض اللاجئين الافغان في الأراضي الباكستانية في العودة لبلادهم. وفي الوقت نفسه وصل نائب وزير الجيش الأمريكي ليز برونليز الى اسلام اباد مستهلا زيارة لباكستان تستمر يومين يجري خلالها مباحثات مع عدد من كبارالمسؤولين في القوات المسلحة الباكستانية ومن بينهم الجنرال محمد يوسف خان نائب القائد العام. وأوضحت مصادر بوزارة الدفاع الباكستانية ان المباحثات التي سيجريها المسؤول العسكري الامريكي في اسلام اباد ستتركز على المسائل المتصلة بمطاردة عناصر تنظيم القاعدة واجراءات الامن على الحدود الباكستانية/ الافغانية. وقد اعتقلت السلطات الباكستانية أول امس في اسلام اباد عبد الرشيد غازي المتحدث باسم /المجلس الباكستاني للدفاع عن افغانستان/ وهو المجلس الذي يمثل الاحزاب الباكستانية المتشددة والمؤيدة لحركة طالبان. واشارت مصادر امنية الى ان اعتقال عبد الرشيد غازي «يأتي في اطار حملة امنية جديدة لكبح جماح العناصر المتطرفة». وقد ابرزت وسائل الاعلام في اسلام اباد التصريحات التي ادلى بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف في سياق زيارته الحالية للصين والتي وصف فيها الاتفاق الذي توصل اليه الفرقاء الافغان في مؤتمر بون الاخير بأنه يشكل بداية طيبة لارساء السلام والاستقرار والوفاق في افغانستان فيما اعرب عن ثقته في ان الاوضاع ستعود لحالتها الطبيعية قريبا في هذه الدولة المجاورة لبلاده. غير ان حكومة الجنرال برويز مشرف احجمت عن التعليق على تقارير صحفية ذكرت اول امس ان عبد السلام ضعيف السفير السابق لطالبان في اسلام اباد يسعى للحصول على حق اللجوء السياسي في باكستان. وكانت هذه التقارير قد نسبت الى عبد السلام ضعيف الذي يقيم حاليا في مدينة كويتا عاصمة اقليم بلوشيستان الباكستاني المجاور لافغانستان قوله: لقد تقدمت بالفعل بطلب للحصول على حق اللجوء السياسي في باكستان ومازلت في انتظار رد الحكومة الباكستانية موضحا انه يتطلع لاقامة مؤقتة في باكستان لان الظروف الراهنة في افغانستان لاتمكنه من العودة لبلاده.