يعاني الطلاب دائماً من أزمة أثناء فترات الاختبارات، فينتاب البعض منهم أعراض مرضية مثل المغص أو الاسهال أو الصداع أو القيء إلى غير ذلك، وفي معظم الأحيان فإن هذه الأعراض تكون حادة وتستدعي الذهاب إلى الطبيب، وحينما يجري فحصهم يتبين عدم وجود خلل عضوي أو فسيولوجي يفسر هذه الاعراض، ويعرف الطبيب بخبرته وبسؤال الشخص أنه يعاني من حالة نفسية، وأن هذا يرجع للخوف من الاختبارات، وهذه محاولة تبرير، وهو ما يعرف بالحيل النفسية أو الدفاعات النفسية لتبرير الفشل أو الاخفاق أثناء الاختبار، وعموماً فإن للاختبارات رهبة، وتعتبر أزمة الاختبار من الأزمات الاجتماعية النفسية التي يتعرض لها الطلاب، فيرتفع ضغط الدم لديهم، ويزداد عدد النبضات ودقات القلب، وقد يتصبب بعض التلاميذ عرقاً أثناء وقبل الاختبارات، وعموماً هذه أعراض معتادة ويعتبر هؤلاء الطلاب أسوياء، ولكن ينصح جميع الطلاب لدفع رهبة الاختبارات والخوف منها أن يحاولوا تهدئة أنفسهم عضوياً بوسائل طبيعية مثل الحصول على قسط مناسب من الراحة قبل الاختبار أي أن ينام عدد الساعات المناسبة وألا يسهر كثيرا ليلة الاختبار لمحاولة تحصيل ما فاته أو التركيز، وأن يتناول الفطور المناسب الذي يمد جسمه بالطاقة، أي أن يكون طعامه سهل الهضم يحتوي قدراً مناسباً من السكريات سريعة الامتصاص والتي تمد الجسم بالطاقة اللازمة وتمد المخ كذلك بطاقة مناسبة تساعده على الاستجابة المناسبة أثناء فترة الاختبارات. يشكو الطلاب من النسيان أثناء الاختبارات، والسبب الأساسي هو تركيز الطالب على حفظ المادة العلمية فقط وليس فهمها واستيعابها، فقد أثبتت البحوث أن جودة الفهم تساعد وترتبط بالذاكرة وعدم سهولة النسيان، فالحفظ ليس هو العامل الأساسي للتذكر رغم أهميته، فالكثير من المواد العلمية ترسخ عن طريق الفهم والاستيعاب، ولا يعني هذا عدم التكرار للمادة العلمية بل يعني وأؤكد على ذلك أن على الطالب أن يفهم جيداً المادة العلمية، وبعد فهمها واستيعابها، فإن التكرار يزيد من التذكر، وذلك لأن الإنسان ينسى بمرور الوقت وانقضاء الزمن، وباهمال الموضوع وتركه وعدم مراجعته يزيد النسيان لذلك فان الفهم المتواصل المتتابع المتواصل بتأن وروية طوال الفصل الدراسي يساعد على الفهم والاستيعاب، وبالتالي فان المراجعة ليلة الاختبار أو في اليوم السابق للاختبار تساعد الطالب كثيراً في التذكر وعدم النسيان للمادة العلمية، وينسى الطالب أنه نظراً لتكدس المعلومات وكثرتها، يحدث تداخل في المعلومات، فالمعلومات الجديدة تبعد المعلومات القديمة ولكن يمكن استدعاء المعلومات القديمة بمجرد مراجعتها ا ن كان الطالب درسها واستذكرها بإجادة وبانتظام طوال الفصل الدراسي، ويتبع ذلك المراجعة الشاملة الكلية قبل الاختبار. يشكو الطلاب من نسيان بعض الاجابة أثناء الاختبار ويتذكرها الطالب بعد انتهاء الاختبار، وينصح هؤلا، أولا بالقراءة المتأنية للأسئلة، وفهم المقصود من السؤال بدقة، ثم يبدأ بعد ذلك باجابة السؤال الذي يعرفه أو يعتقد أنه يعرف اجابته جيداً، أو يعتقد أنه الأيسر والأسهل، وحينما ينتهي منه فانه يكون راضياً مطمئناً حيث انه انجز بتوفيق الله اجابة جزء من الاختبار فترتفع معنوياته وثقته بنفسه، وفي نفس الوقت فإن العقل الباطن يكون مشغولاً في ترتيب الأسئلة الأخرى فلا يضيع وقت الاختبار سدى فيما لا ينفع، ولا تحدث ربكة للطالب ويزول قدر من قلقه وتوتره. كما يجب على الطالب أن يرتب الاجابة بهدوء في ذهنه قبل كتابتها، وان يجيب ويكتب بهدوء وبلا عجلة، فإن وقت الاختبار مقنن بحيث يجيب الطالب على الأسئلة المطلوبة بأناة وهدوء وبخط واضح، وأقول خط واضح ولا يشترط ان يكون جميلاً، لان جمال الخط موهبة من الله سبحانه وتعالى، ولكن وضوح الخط يتأتى بكتابة الاجابة بهدوء وروية وبلا قلق مما يدخل قدراً من الانشراح في صدر التلميذ وفي صدر كل من يقرأ الاجابة، وعلى ذلك فما دام وقت الاختبار كافياً ومقننا فعلى الطالب أن يقرأ اجاباته، ويلقي نظرة شاملة اخيرة على ورقة الاجابة، فقد يتبين له وجود نقص في احدى الاجابات، وان لديه معلومات تذكرها ويجب اضافتها لاستكمال الاجابة. وأخيراً ابني الطالب وابنتي الطالبة لم العجلة والتسرع لمغادرة قاعة الاختبار ما دام يوجد في الوقت متسع؟ ولم ينقض الوقت الرسمي المحدد لتسليم ورقة الاجابة، يا بني اجلس وتأن وأكبح دافع العجلة والتسرع لديك حتى أخر دقيقة في الاختبار. وأخيراً فإن البداية الطيبة نصف المعركة، فابدأ الاختبار بذكر الله ومحاولة تهدئة نفسك بذكر الله «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» وانك تخرج من بيتك وقد أديت الصلاة المفروضة عليك، وانك على طهور ووضوء، فإن ذلك يدخل الطمأنينة النفسية على الإنسان، ويدفع وساوس قد تنتابك وتعوق التذكر وتشوش عليك أفكارك. وان انتهيت من الاختبار فعليك بحمد الله على فضله وتوفيقه، وحاول ألا تناقش اجاباتك حتى ولو مع نفسك فما بالك مع زملائك أوغيرهم، واستعد للاختبار الثاني، فلا داعي لاضاعة الوقت فيما لا يفيد بالتعرف على اجابات الاختبار السابق، أي كن رشيداً ومتوكلاً على الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، هذا والله المستعان وبالله التوفيق. د. مصطفى كامل محمد السيد استاذ علم الاجتماع وعلم النفس جامعة الملك سعود كلية الاقتصاد والادارة فرع القصيم