يحتفل العالم أجمع يوم الخميس القادم الموافق 22/ مارس/2012م باليوم العالمي للمياه، وقد خصص هذا التاريخ يوم 22 مارس من كل عام للتذكير بأهمية الماء وما يقدمه من دور رئيس في حياة البشر، وعلاقته الأساس بالتنمية الشاملة التي تعيشها الدول. وتشارك المملكة العالم في الاحتفاء بيوم المياه العالمي، حيث إنها جزء من المنظومة الدولية، ولها اهتمام بالغ في توفير هذه السلعة الغالية لعموم المواطنين والمقيمين على تراب هذا الوطن. وشعار هذا العام هو « مياه نظيفة من أجل عالم صحي» كما تقدر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم ( اليونسكو ) بأن هناك حوالي 884 مليون شخص معظمهم من أفريقيا لا يحصلون على مياه شرب نظيفة. إن معظم مياه الشرب في المملكة تعتمد بشكل أساس على مياه التحلية، وفي بعض المناطق على المياه الجوفية لسد احتياجات ساكنيها، ولأننا واقعون في النطاق الجاف حيث لا أنهار، ولا مسيلات مائية مع قلة في الأمطار، وشح في موارد المياه، فقد حرصت الدولة على تأمين المياه من التحلية وهي صناعة باهظة التكاليف وتحتاج إلى وقود، وصيانة وتشغيل، فهي صناعة مكلفة جدا ولا يقدر على تكاليفها سوى الدول الغنية، ولذلك ساهمت الدولة في توفير الماء من أجل رفاهية المواطن والمقيم ليحصل عليه بدون مشقة أو تعب. إن العجز الحاصل في المياه لدينا قد يكون ناتجاً عن سوء توزيع عبر الشبكة العامة، أو عندما يحصل خلل أو صيانة لمحطات التحلية، أو انكسار لأحد خطوط التوزيع، ورغم أن الماء موجود ومتوفر، ولكن لشدة الطلب عليه، وتهافت الناس للوصول إليه - لا يمكن الاستغناء عنه ولو لساعة واحدة – أحدث الإرباك الحاصل بين المستفيدين والجهة المنفذة لمشاريع المياه. إن المملكة تنتج كميات مهولة من المياه المحلاة تكفي سكان المملكة وتزيد، ولكن المشكلة تكمن في أن هناك هدرا كبيرا لهذه المياه، حيث وصل استهلاك الفرد للماء في السعودية المرتبة الثالثة عالمياً بعد الولاياتالمتحدة وكندا، وفاقت معدلات الاستهلاك للفرد في اليوم الواحد نظيره في الدول ذات الوفرة المائية، فما بالك بمن يعيش في نطاق جاف محدود الموارد المائية؟!! إن ترشيد الاستهلاك للمياه والمحافظة عليها مطلب ديني ووطني، وهو أمر بالغ الأهمية، ويجب أن نعي جميعا بأن كأس الماء الذي نشربه يجب أن نشكر الله عليه مليون مرة، حيث يقول عز وجل في كتابه العزيز: « أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون» { الواقعة 70}. فبعد أن سخر لنا الله سبحانه وتعالى هذا البحر الأجاج ليكون معيناً عذباً فراتاً سائغاً شرابه، فحري بنا ونحن على أرض هذه البقعة الجافة، أن نحافظ على هذه الثروة الغالية، ونرشد في استهلاكها استجابة للتوجيه النبوي الكريم حيث يقول: صلى الله عليه وسلم « لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ»، أو كما قال عليه السلام. كما يحق لنا كمواطنين أن نذّكر وزارة المياه والكهرباء ممثلة في الشركة الوطنية للمياه، بضرورة إيصال هذه الخدمة لجميع المواطنين والمقيمين، لأن الدولة رعاها الله قد وفرت الأموال الطائلة، والدعم اللامحدود من أجل أن يحصل المستفيدون على الماء بكل سهولة ويسر، كما لا يمنع ذلك من وضع خطة وطنية شاملة للمياه، تهتم بوقف الاستغلال غير المستدام للموارد المائية، ووضع خطط متكاملة لإدارة الموارد المائية في البلاد. .