السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالرحمن السماري في زاويته مستعجل بالعدد 10257 مشكوراً عن رسائل وصلته تذكر معاناة أهالي حوطة سدير وتمير وما حولهما من المدن والقرى جراء سفر بناتهم كل يوم للدراسة في كلية البنات في المجمعة وعودتهن منها!!والواقع أن المعاناة كبيرة جداً، فمن جلاجل شمالاً الى تمير جنوباً، بل ربما الى محافظة ثادق تعاني الطالبة الجامعية عذابات الصباح ، وعذابات المساء، فأقربهن التي تسكن جلاجل، تقطع كل يوم دراسي قرابة ستين كيلاً ذهاباً وإياباً، ناهيك عن أبعدهن التي تسكن في ثادق أو تمير فهي تقطع ضعف تلك المسافة مرة ونصف!! فياليت شعري ماحال تلك الطالبة التي تقطع كل يوم مرتين قطعة من العذاب؟!، ألا وهي السفر، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه السفر قطعة من العذاب ، ياليت شعري ما حالها؟!، أبعد قطعة العذاب لها أن تفهم الدرس، وأن تجتاز الامتحان؟ كيف لها أن تقارن في تحصيلها العلمي بزميلتها التي لا تبعد الكلية عن منزلها سوى بضعة أمتار!!، ثم أبعد قطعة العذاب حين تعود الى منزلها ننتظر منها متابعة للدروس، واستعداداً للامتحانات؟!، وإن كانت الطالبة في قطعة من العذاب وهي السفر فإن أباها وأمها في عذاب آخر هو أشد ألا وهو عذاب الانتظار، فكل منهما يده على قلبه إن سمع سيارة إسعاف أوجس خيفة، وإن سمع عن حادث سير امتلأ صدره رعباً، وإن تأخر حضورها اصطكت الركب، وتزلزلت الأقدام، فلا تسكن النفس، ويطمئن القلب الا بعد أن تكتحل الأعين برؤيتها سالمة غانمة!! أضم صوتي الى صوت الاستاذ عبدالرحمن السماري، بضرورة إنشاء كلية للبنات في حوطة سدير لأنها واسطة عقد مدن المنطقة، ولأنها أكبر مدنها بعد مدينة المجمعة، وبإنشاء هذه الكيلة نكون قد جنينا فوائد جمة، وهي راحة بناتنا وأمهاتنا وآبائنا، ونكون قد ساهمنا في الحد بإذن الله من خطورة الطريق وحوادثه، لأنك لن ترى تلك الارتال الطويلة من السيارات، تستخدم الطريق صباحاً وقرابة العصر، إضافة إلى وجود مقاعد شاغرة في كلية المجمعة، ويمكن تحقيق هذا المطلب بأقل التكاليف، فبالنسبة للمبنى فيمكن أن يتم ضم مدرستين في مبنى واحد، وبذلك يشغر لدينا مبنى يكون مقراً لهذه الكلية، أما هيئة التدريس، فيمكن الاستعانة بشيء مما في كلية المجمعة، اضافة الى ما تدعم به الرئاسة تلك الكلية ، من معلمات واداريات أخر اما باقي التجهيزات، فالرئاسة العامة لتعليم البنات ممثلة برئيسها العام معالي الشيخ علي المرشد سلمه الله لن تبخل بها فمعاليه خير من يقدر تلك المشاق التي تعاني منها بنات المنطقة ، ومن المؤكد أن معاليه يعمل جاهداً لتحقيق هذا الأمل، منذ مدة طويلة، ولكن يوجد هنالك أولويات كانت كلية حوطة سدير في سنوات مضت ليست منها، أما اليوم وقد بلغت المعاناة ذروتها ، فلاشك أنها من أهم الأوليات لدى معاليه، فنأمل أن يتحقق هذا الأمل على يد معاليه، بفضل من الله ثم بفضل دعم وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني، لترتفع أكف الضراعة في جوف الليل وفي أوقات الاجابة بدعاء الآباء والامهات، لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ولمعاليه ولكل من ساهم في تحقيق هذا الامل. إنه أمل نتمنى تحقيقه بإذن الله تعالى أحمد بن محمد الجردان جلاجل