تواصل القصف الأمريكي بصورة أقل حدة على منطقة تورا بورا ليسقط هذه المرة بطريق الخطأ ضحايا من القوات المناوئة لطالبان فيما تحول مركز الاهتمام الى شمال قندهار حيث تستعد القوات الأفغانية لملاحقة رئيس طالبان الملا محمد عمر الذي يقال إنه يختبىء في المنطقة في وقت بدأ فيه الرئيس المرتقب للحكومة المؤقتة زيارة لألمانيا في أول تحرك له قبل تسلمه مقاليد السلطة حيث يلتقي هناك ملك أفغانستان السابق. و قد أفادت شهادات عدة ان عمليات القصف الأمريكية المتفرقة التي شنت ليل الأحد الأثنين في تورا بورا أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المقاتلين المعادين لطالبان. وبحسب تصريحات مقاتلين عدة فان عددا من مقاتلي القوات الأفغانية المحلية قتل أو أصيب بجروح من جراء عمليات القصف على الجبال البيضاء شرق أفغانستان. وأوضح احد هؤلاء الشهود لصحافيين ان 16 جنديا أصيب بجروح من جراء عمليات القصف ونقلوا الى أغام كبرى مدن المنطقة التي تضم تورا بورا. وقال على الطريق المؤدية الى منطقة تورا بورا الجبلية «لقد قصفوا مرتين مقاتلينا». وأضاف «اتصلنا بمحمد زمان (أحد قادة القوات الأفغانية) لكي يحذر الاميركيين ولتتوقف عمليات القصف». وذكر قائد آخر ان عشرة من المقاتلين الأفغان أصيبوا بجروح مساء الأحد في عمليات القصف الأمريكية بينما «كانوا يبحثون عن كهوف كبيرة محتملة» تشكل جزءا من قاعدة تنظيم «القاعدة» التابع لأسامة بن لادن. وقال قائد آخر: إن عددا من المجاهدين الأفغان لم يحدد عددهم قتلوا في الغارات الأمريكية مساء الأحد. ورغم اعلان القائد زمان يوم الأحد ان منطقة تورا بورا تم «تطهيرها» من تنظيم القاعدة. جرت عمليات قصف أمريكية ليل الأحد الأثنين لكنها أقل كثافة عن الليالي السابقة. الى ذلك قال رئيس المخابرات الجديد في قندهار أمس الأثنين: إن القوات الأفغانية تستعد لمهاجمة منطقة جبلية شمال غربي قندهار حيث يعتقد ان الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان مختبىء فيها ومعه نحو 500 رجل. وقال حاجي جولالاي لرويترز: إن عمر تقهقر الى منطقة جبال وكهوف واقعة حول قرية باجران باقليم هلمند على بعد نحو 160 كيلومترا شمال غربي قندهارومعه مجموعة من مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة . وقال جولالاي وهو قائد بارز مناوىء لحركة طالبان قاد الهجوم على قندهار وعين رئيسا للمخابرات فيها الأسبوع الماضي «الملا عمر ذهب الى باجران. ذهب الى هناك مع مجموعة من العربات والاسلحة ونحو 500 رجل. انهم في الجبال والكهوف». ومن جانب آخر غادر رئيس الحكومة الأفغانية الانتقالية المعين حميد قرضاي كابول متوجها الى روما للاجتماع الى الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه. كما اعلن متحدث أفغاني لوكالة فرانس برس أمس الأثنين. وقال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية شايدا محمد: ان قرضاي سيعود الى كابول قبل يوم الجمعة. وكان قرضاي التقى الأحد وزير الدفاع الأمريكي وليام رامسفلد الذي قام بزيارة خاطفة الى مطار باغرام الواقع على بعد 50 كلم الى شمال كابول. وقد تقرر بموجب اتفاق تم التوصل اليه خلال مؤتمر الفصائل الأفغانية في بون أن تتولى حكومة ائتلافية برئاسة قرضاي ادارة شؤون أفغانستان خلال ستة اشهر. على ان ينعقد بعد ذلك مجلس شورى تقليدي يضم أعيان القبائل لوياجيرغا لتشكيل حكومة تكلف قيادة البلاد الى انتخابات في غضون سنتين. هذا وقد أعادت الولاياتالمتحدة وجودها الدبلوماسي الى العاصمة الأفغانية كابول أمس الأثنين ولأول مرة منذ ان فر الدبلوماسيون الأمريكيون من المدينة قبل انتهاء الوجود السوفيتي هناك عام 1989 . ورفع اثنان من مشاة البحرية الأمريكية العلم الأمريكي على نفس السارية التي انتزع منها العلم يوم 30 يناير كانون الثاني عام 1989 . وحضر الاحتفال جيمس دوبينز المبعوث الأمريكي الخاص في أفغانستان. ورفع العلم الأمريكي على سفارة الولاياتالمتحدة في كابول قبل خمسة أيام من تسلم الحكومة الأفغانية المؤقتة السلطة يوم 22 ديسمبر كانون الأول القادم. وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية: إن واشنطن ستدير مكتبا للاتصالات والى ان تعاد العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع أفغانستان. ومن جانب آخر أعلن جيمس دوبينز المبعوث الأمريكي المكلف شؤون أفغانستان أمس الأثنين ان طليعة القوة الدولية لحفظ السلام في أفغانستان ستصل الى كابول السبت المقبل مع بدء مهام الحكومة الأفغانية الانتقالية. وقال دوبينز في حفل رفع العلم الأمريكي فوق سفارة واشنطن في كابول: «أعتقد ان قيادات هذه القوة (التابعة للأمم المتحدة) على الأقل ستكون هنا السبت». وأضاف دوبينز الذي سيكون أول قائم بالأعمال في هذه السفارة «ستكون هناك أيضا عناصر أخرى في التاريخ نفسه في كابول».