سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرأة الفلسطينية في مواجهة العدو الإسرائيلي وفقاً للإحصائيات والدراسات
أروع ملامح الصمود الإنساني رغم البراءة التي تغتال في أحضانها
المشاركة عسكرياً بتقديم الدعم اللوجستي للمجموعات المسلحة.. وتقديم صور العطاء الانسانيالذي أبهر كاميرات الصحافيين
لقد جسدت المرأة الفلسطينية منذ بداية القضية الفلسطينية أروع ملامح الصمود في مواجهة المحتل الإسرائيلي عام 1948 وتشريدها مروراً بفقدانها للزوج والأب والابن والأخ أوأحد أفراد أسرتها الذين سقطوا شهداء في سبيل الدفاع عن مقدساتهم الاسلامية وعن أرضهم وصولا إلى البراءة التي توأد في أحشائهن نتيجة للتعسف الصارخ والتمرد على حقوق الإنسان. المعلومات التي توفرت للجزيرة عن طريق السفارة الفلسطينية بالمملكة العربية السعودية بعد التنسيق مع سعادة السفير الفلسطيني مصطفى الشيخ دبيب وتم موافاتنا بها، والتي جاءت وفقا للإحصائيات والدراسات الصادرة عن مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان والتي نشرتها صحيفة الخليج بتاريخ 14/10/2001م والإحصائيات التي أعدتها أيضا منظمة التحرير الفلسطينية دائرة العلاقات القومية والدولية عن الانتهاكات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني خلال العام الأول لانتفاضة الأقصى من الفترة 28/9/2000م وحتى 28/9/2001م والتي تنشرها الجزيرة لتبرز حجم صمود المرأة الفلسطينية. وقد أكدت هذه الإحصائيات والدراسات ان المرأة الفلسطينية كغيرها من شرائح المجتمع الفلسطيني تعرضت للاضطهاد والقمع الصهيوني خصوصا عند الحواجز العسكرية.. حيث تحولت صور المسنات وهن يصعدن الكثبان الرملية إلى بوسترات ونماذج الألم والوجع الفلسطيني تحولت صورهن وهن يودعن فلذات أكبادهن الشهداء إلى صوت ونداء للمرأة الصابرة.. صوت امتزجت فيه الزغاريد بالدموع ونداء للمجتمع الدولي يوضح حجم معاناة المرأة الفلسطينية. وفقا لما أوردته صحيفة الخليج 14/10/2001م. وقد أظهرت هذه الإحصائيات أن 26 امرأة فلسطينية استشهدت خلال العام الأول من انتفاضة الأقصى.. واعتبارها لهذا العدد كمؤشر واضح على حضور المرأة الفلسطينية على مدى الفترة التي انطلقت فيها الانتفاضة.. ومنذ أن استباحة ارييل شارون للمسجد الأقصى المبارك في «الثامن والعشرين من سبتمبر «أيلول» 2000م». إلى درجة تمكن فيها البعض من النساء الفلسطينيات من الوصول إلى مسافة قريبة جدا من شارون والهجوم عليه مما أثار حفيظة حراسه أفراد شرطة الاحتلال وما يسمى بحرس الحدود. إجماع القيادة النسوية وأجمعت القيادات النسوية الفلسطينية من خلال هذه الإحصائيات وهذه الدراسة أن الظروف التي ولدت فيهن الانتفاضة الحالية تختلف عن ظروف الانتفاضة الأولى من زوايا وجوانب عديدة تحتم استعراضها قبل الخوض في طرح أو تنفيذ المزاعم والمواقف التقويمية.. ورغم تضارب الإحصاءات ووفقا لما أوردته القائمة الأخرى بأسماء 36 شهيدة استشهد بعضهن برصاص الجنود والمستوطنين وأخريات من جراء تأخيرهن على الحواجز العسكرية أو القتل في ظروف غامضة. وأوضحت هذه الدراسة حصيلة الشهداء من الإناث وفقا لتوثيق جمعية القانون الفلسطينية بلغ 30 شهيدة فلسطينية بينهن 19 شهيدة تم قتلهن على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين وثمانية أخريات بسبب اعاقتهن على الحواجز واستشهاد 3 منهن في ظروف غامضة. ووفقا للمعلومات الصادرة من مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان وكما بينت هذه الدراسة فإن عدد الشهيدات الفلسطينيات اللواتي سقطن على أيدي قوات العدو قد ارتفع بعد استشهاد فاطمة جمال أبو جيش 19 عاماً من بلدة بيت دجن برصاص جنود العدو الصهيوني، وعلى الطريق الالتفافي بين مستعمرة الون مورية والمستعمرات المجاورة من منطقة نابلس ليصل العدد بهذا إلى 141 شهيدة فلسطينية منذ بداية الانتفاضة الأولى في عام 1987م. ووفقا للإحصائية التي أوردتها دائرة العلاقات القومية والدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية حول الانتهاكات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني خلال العام الأول لانتفاضة الأقصى من تاريخ 28/9/2000م وحتى 28/9/2001م هناك 34 شهيدة، منهن طفلتان لم تتجاوز أعمارهن السنتين وطفلة لم تتجاوز الأربعة أشهر من عمرها. انتهاك صريح لم يتوقف الوجع الذي تعيشه وتتعايش معه المرأة الفلسطينية يومياً.. مشاهدتها للزوج أو الأخ أو الأب الذين تزهق أرواحهم أمام الجميع. إضافة لمعاناتها صورة أولئك الأطفال الرضع الذي تغتال براءتهم في أحضان أمهاتهم.. لونا من الألم. وأخذ أشكالا متقدمة نتيجة للانتهاكات الصارخة لاتفاقية الأممالمتحدة الخاصة بحماية حقوق الطفل التي تم اعتمادها في نوفمبر 1989م وصادقت عليها جميع دول العالم تقريبا بما فيها دولة الاحتلال. هذه الاتفاقية التي عدت 18 عاما سنا للبلوغ وهو نفس السن المعتمد وفق القانون الإسرائيلي المحلي لتحديد من هم الأطفال. تعاظم الوجع.. والاحتمال وتتعاظم معاني هذا الصمود.. عندما تفقد المرأة الفلسطينية جنينها الذي تحمله في أحشائها وانتظرت قدومه إلى هذا العالم المشحون بالعداء والقتل.. لتفقده عند مشارف الحواجز العسكرية بعد عدم السماح لها بالانتقال إلى المستشفى للوضع واستقبال هذا الجنين.. ونتيجة هذا التعسف بلغ عدد الأجنة الذين استشهدوا في أحشاء أمهاتهم قبل رؤيتهم للنور 10 أجنة، ليرتفع عدد الأطفال الشهداء إلى 26% من إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين حتى 28/9/2001م 152 طفل دون سن 18 عاما من بينهم 60 طفلا دون سن الرابعة عشرة و 81 شهيدا بين سن الخامسة عشرة والثامنة عشرة من أعمارهم. 6 شهداء دون الرابعة من أعمارهم بالإضافة إلى عدد الاعاقات ضمن الأطفال والتي وصلت إلى ما يقارب 500 طفل وفقدان أكثر من 35 طفلا لأعينهم، بعد أن كانوا أهدافا شرعية لرصاص جنود العدو الإسرائيلي الذي حرمهم من حق العيش بحرية وأمان.. بعيداً عن هذه العاهات المزمنة. وتسبب العدو أيضا في استشهاد 97 طالبا وطالبة وجرح أكثرمن 2151 طفلا على مقاعد الدراسة والمئات من هؤلاء الذين لم تشفع لهم براءتهم.. وألعابهم كما وصف التقرير ودفاترهم البيضاء كما قلوبهم الغضة والتي تخضبت بدمائهم الطاهرة الزكية. دورها كأم وكل هذه الممارسات لم تدحض صمودها أو إحساسها بمسؤوليتها الوطنية وكما أبرزت الإحصائيات دورها في انتفاضة الأقصى ومن واقع الكفاح الذي تقوم به لمواجهة تلك الممارسات الإسرائيلية وعدم التراجع أمام القتل والقهر والتشريد. مشاركة عسكرية تعددت مشاركاتها أيضا ليتراوح دورها بين الانخراط في العمل العسكري وتقديم الدعم اللوجستي للمجموعات المسلحة والذي تكشفت زوايا منه للأجهزة الأمنية الصهيونية التي كشفت بموجبها عن خلايا فلسطينية وإلحاقه باغتيال فتيات فلسطينيات غالبيتهن من الجامعات.. بناء على الخلفية والمعلومات التي توفرت لهم حول ضلوع هؤلاء الفتيات في أنشطة معادية لإسرائيل. مساهمات إنسانية وفي سياق المساهمات الجماهيرية ومسيرات الاعتصام والانخراط في اللجان الصحية والشعبية لعبت المرأة الفلسطينية دورا أيضا في مجال التمريض لا يستهان به خلال العام المنصرم 2000م وتقديم صورة للعطاء الإنساني اللا محدود. وهذا مما جعل كاميرات الصحافيين تتسابق لتغطية هذا العطاء من خلال المواجهات في مناطق التماس والمشافي والعيادات الصحية. وكما أوضح التقرير رغم أن كل هذه الملامح بادية للعيان.. إلا أن هناك بعض الملامح الأخرى المتعددة ما زالت غائبة عن الأضواء مما يتسبب في خلق تلك الصورة المشوشة عن مساهمة المرأة الفلسطينية في النضال الفلسطيني. وتجاهل تلك المضايقات التي لا زالت تتعرض لها على الحواجز وعند نقاط العبور وهذا مما اضطر العديد من الفلسطينيات للسكن في المدينة والابتعاد عن الأهل لضمان سير العمل. بدائل معيشية وقد أكدت هذه الإحصائيات أن المرأة الفلسطينية لم تقف حائرة من جراء الوضع الاقتصادي المتأزم الذي خلقته إجراءات الحصار والتطويقات الأمنية التي تسببت في فقدان آلاف العمال لأعمالهم داخل فلسطينالمحتلة في عام 1948م لتقف مع زوجها في صمود وثبات والبحث عن البدائل المعيشية من خلال إرساء قواعد الاقتصاد المنزلي ونجحت في ذلك نجاحا كبيرا محققة بذلك نظام التكافل والاستفادة من تجربتها هذه في الانتفاضة الأولى وخصوصا بعد معدلات البطالة التي سجلت ارتفاعاً وصل إلى 53% من إجمالي القوى العاملة من سن الثامنة عشرة فما فوق 000.650 عاطل وفقا للإحصائية التي أعدتها دائرة العلاقات القومية والدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية حول الانتهاكات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني خلال العام الأول لانتفاضة الأقصى إضافة إلى إجمالي عدد العمال الذين تعطلوا عن العمل، ويعملون داخل الخط الأخضر أو داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والبالغ عددهم «698.342 عامل» والخسائر اليومية التي تنتج عن ذلك وتقدر 000.250.6 دولار يوميا تشمل كافة القطاعات. وهذا مما جعل أكثر من 55% من الأسر الفلسطينية تعيش وطأة الفقر والخسائر الاقتصادية المباشرة التي قدرتها وزارة الاقتصاد الفلسطينية منذ بداية الانتفاضة وحتى 28/9/2001م بثلاثة مليارات دولار أمريكي، وخسائر البنية التحتية التي قدرتها وزارة المالية بحوالي مليار دولار أمريكي. التصعيد المستمر للممارسات الإسرائيلية فقد عاشت المرأة الفلسطينية حياة التشرد منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي في 1948م وحتى الآن والظروف التي أجبرتها للعيش في العراء داخل مخيمات وتشرد العدد الكبير من الأسر بعد فقدانهم لمنازلهم التي دمرت ظلما وعدوانا نتيجة للقصف الذي طالها.. وبلغت حتى 28/9/2001م 6193 منزلا منها 430 منزلا دمرت كليا و 5747 منزلا دمرت جزئيا. إضافة إلى المنازل التي لحقت بها أضرار في مدينة بيت جالا ووصلت إلى حوالي 907 منزل منها 30 منزلا دمرت كلياً. وحسب ما ورد في هذه الإحصائيات فقد قررت وزارة الإسكان هذه الخسائر بحوالي 21 مليون دولار أمريكي. إلى جانب منازل المزارعين التي هدمت بالكامل ووصل عددها إلى أكثر من 207 منزل منذ بداية الانتفاضة حتى 31/8/2001م والبقاء في المخيمات. ومواجهة هذه الأسر لبرد الشتاء وافتقار هذه المخيمات لعوامل التدفئة والمصاعب المعيشية التي تعاني منها داخلها. وتمثل زينب زوجة الشهيد إبراهيم أحمد من أهالي قرية بديا في منطقة نابلس نموذجا آخر لصمود المرأة الفلسطينية وكما أوردت مؤسسة الحق لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية قصتها تقول زينب: في الساعة العاشرة صباحا بتاريخ 27/3/1983م جاءت أربع جرافات يهودية ثقيلة لتجريف أرضنا التي تقدر مساحتها ب 40 دونماً سألنا سائق أحد هذه الجرافات عن أسباب الحفر في حقلنا تفاجأنا أنا وزوجي برده وقوله بأن هذه الأرض أرضهم. واثر محاورات طويلة استطعنا تأجيل عملية الحفر إلى اليوم التالي. وفي اليوم التالي حضر شخص يهودي ومعه سيارة جيب عسكرية فيها عدد من الجنود وقبل أن يتحدث زوجي بادره أحد الجنوب بسؤاله عن سبب اعتراضه على عملية الحفر؟ رد عليه زوجي: بأن هذه أرضه ومعه مستندات تثبت ذلك إلا أن أحد الجنود قام بلطم زوجي على وجهه لطمة عنيفة واتبع ذلك بثلاث ضربات على بطنه بحذائه العسكري الطويل. سقط زوجي على الأرض فاقدا للوعي وعند رؤيتي لهذا المشهد جلبت ماء ورششته على وجهه لم يكد زوجي يستعيد وعيه حتى قال أحد الجنود اترك الأرض فقال زوجي للجنود هذه أرضي ولن أتخلى عنها. عندئذ سحب أحد الجنود بندقيته وصوبها نحو زوجي ثم أطلق رصاصتين عليه فأصابت الأولى صدره والثانية بطنه وهكذا استشهد هذا الأعزل من السلاح وهو يدافع عن أرضه.