عزيزتي الجزيرة.. تحية طيبة وبعد.. يطل علينا في كل عام ضيف ننتظره بفارغ الصبر في كل فترة من فترات السنة بتلهف وشوق وترقب، إنه شهر العبادة والغفران والعتق من النار شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم كاملا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هدى للنار ونورا يستضيئون به في دنياهم ويعملون به لآخرتهم.. وهذا الشهر الذي لا يتكرر في العام إلا مرة واحدة هو فرصة عظيمة للإنسان للإكثار من العبادات والأعمال الصالحة وذلك لأن فيه تتضاعف الحسنات والثواب من الله عزوجل وهذه الأعمال تشمل الحرص على أداء صلاة التراويح والقيام مع الناس جماعة في المسجد، والتصدق بالمال بدون منة ولا أذى على الفقراء والمساكين امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم « تصدقوا ولو بشق تمرة» كما ان من الأعمال الصالحة التي يجب على المسلم أن يحرص على فعلها في رمضان اطعام الصائمين والمساكين امتثالا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:«من فطر صائما في رمضان فله مثل أجره لا ينقص منه شيء» وهذا لا يكون فقط بمجرد دعوة الصائم الى منزله لتفطيره بل ان ذلك يشمل أيضا التصدق عليهم واعانتهم بشراء الفطور ودفعه اليهم في بيوتهم، ويستحب أيضا في رمضان الاكثار من السواك لتطهير فم الصائم حيث قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام:«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»، كما أن في رمضان يتقارب الناس فيما بينهم وتتصافى القلوب من الضغائن وتحبس الجن والشياطين وتكثر تبادل الزيارات بين الأقارب والأرحام فيما بينهم، وتفقد أحوال المسلمين حيث إن من حكمة الله عزوجل في فرضه للصيام ان المسلم في صيامه يشعر بالجوع والعطش فيعرف ما عليه من نعم كثيرة أنعم الله بها عليه كما انها تجعله يستشعر ما عليه اخوانه الفقراء والمساكين الذين يعانون من فقدان هذه النعمة نتيجة للفقروالحاجة فيحرك فيه نوازع الخير للبذل والعطاء بالمبادرة الى مساعدته بما يستطيع من امكانات مادية أو عينية، وفي الختام أتمنى من الله عزوجل ان يتقبل منا صيامنا وقيامنا وان يبلغنا أجره.. وكل عام والجميع بخير. محمد بن راكد العنزي