حققت الشركة السعودية للصناعات الاساسية سابك انجازا تقنيا مهما بتطوير تقنية صناعية جديدة لإنتاج حمض الخل من خلال اكسدة غاز الايثان ,, وقد تم تطوير كامل هذه التقنية بواسطة فريق من مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير بالرياض ضمن جهود متواصلة استغرقت سبع سنوات من اعمال البحث والتطوير، وهي تختلف اختلافا جوهريا عن الاسلوب الصناعي التقليدي في انتاج حمض الخل من الميثانول,, وإن سابك باستحداثها هذه التقنية الجديدة، تكون قد نجحت في تحقيق ما سعى اليه كثير من المهتمين بصناعة حمض الخل في انحاء العالم لفترة طويلة. وقد صرح معالي الدكتور هاشم بن عبدالله يماني وزير الصناعة والكهرباء رئيس مجلس ادارة سابك في المؤتمر الصحافي المنعقد لإعلان التقنية الجديدة بأن هذه هي المرة الاولى التي تم فيها تطوير تقنية بتروكيماوية وصناعية حديثة بهذا المستوى في منطقة الشرق الاوسط، وهذا بفضل الله وتوفيقه، تم تشجيع حكومة خادم الحرمين الشريفين للقطاع الصناعي، ودعم فعاليات البحث والتطوير على مستوى المملكة ككل. وقد اشار معاليه الى ان سابك وغيرها من الشركات العاملة في المنطقة اعتمدت لفترة طويلة على التقنيات الحديثة المستوردة في انشاء الصناعات التي تستثمر الموارد الطبيعية,, وقد حققت سابك نتائج ايجابية بتبني استراتيجية المشاريع المشتركة لنقل احدث التقنيات العالمية,, ووضع اسس تطوير قدراتها في مجال الابحاث والتقنية. واكد معاليه ان هذا الانجاز ثمرة من ثمار استراتيجية سابك ورؤيتها بعيدة المدى الرامية الى تعزيز موقعها بين الشركات الرائدة في المجال الصناعي والتقني. وافاد سعادة المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس ادارة سابك والعضو المنتدب ان حمض الخل ظل قاصرا على عدد قليل من المنتجين الذين يملكون تقنية صناعته,, وقد وضعنا ذلك بعين الاعتبار منذ بدء تشغيل مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير في اوائل التسعينيات، فكان من بين المشاريع المهمة التي حظيت بأولوية خاصة تطوير تقنية جديدة لإنتاج حمض الخل. واوضح سعادته ان سابك تخطط لبناء مصنع لحمض الخل بطاقة سنوية 30 تقدر بالف طن متري باستخدام التقنية الجديدة، ويتوقع بدء انتاجه نهاية عام 2003م وسيخصص انتاجه لاستخدامات شركة ابن رشد التابعة ل سابك ، التي تتولى حالياً انتاج خامات البوليستر وحمض الترفتاليك النقي والمركبات العطرية في مدينة ينبع الصناعية الواقعة على البحر الاحمر,, ونأمل ان نتمكن من انتاج هذه المادة على نطاق عالمي بعد رسوخ تقنية سابك الجديدة على مدى السنوات القليلة القادمة. وذكر الماضي انه من دواعي فخره واعتزازه وزملائه في سابك ان تكون هذه التقنية قد تم تطويرها بالكامل بواسطة فريق ينتمي الى سابك ، وهي تعزز بشكل كبير مسيرة الشركة التقنية وتؤكد ان اهتماماتها المتزايدة بالبحث العلمي والتقني تؤتي ثمارها الملموسة، مشيراً الى ان برامج البحث والتطوير في سابك حققت انجازات عديدة سابقة، ولكن تقنية حمض الخل سيكون لها تأثير بارز على مستقبل الشركة ونموها وتنامي الصناعات وتنوعها في المملكة العربية السعودية، بل وصناعة حمض الخل على المستوى العالمي. وبين سعادته ان مادة حمض الخل ذات استخدامات صناعية عديدة، منها على سبيل المثال الصناعات الدوائية، والمنظفات، ومستحضرات التجميل، والاغراض الزراعية، وغيرها. ومن جهة اخرى ذكر سعادة الدكتور عبدالرحمن بن صالح العبيد نائب الرئيس التنفيذي للابحاث والتقنية بسابك ان الشركة منحت ثماني براءات اختراع امريكية لتصنيع مواد حفازة جديدة,, كما تم تقديم طلبات براءات اخرى في عدد من الدول الاخرى وقال: ما بحوزتنا الآن هي تقنية تصنيع حمض الخل العائدة لسابك، التي تشتمل على المواد الحفازة المطورة بواسطة سابك ، ومفاعل الاكسدة الجديد، وطريقة التصنيع، والتصاميم الهندسية الاساسية للمصنع شبه التجاري. وذكر العبيد ان سابك بدأت دراسة مشروع البحث منذ سبع سنوات مع بدايات الابحاث الاساسية,, وفي عام 1995م توفرت ثقة كافية حفزت الشركة لبدء برنامج متكامل لتطوير التقنية، حيث تمت تجربة الطريقة الجديدة في مصانع تجريبية بمجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير، وتمثل الطريقة الجديدة الجيل الجديد من تقنية حمض الخل لسابك ، وهي منافسة حقا عند مقارنتها بالتقنيات العريقة. واختتم حديثه قائلا: يجب ان نتذكر ان تقنية انتاج حمض الخل من الميثانول تم تطويرها خلال الخمسة وعشرين عاما الماضية,, وقد بدأنا الآن العمل على برنامج الجيل الثاني لتحقيق مزيد من التطور في اداء هذه التقنية.