هناك العديد من العوامل الخارجية والداخلية التي تؤثر على نفوسنا، وبالتالي تغوص بنا في أوجه الثقافة الأدبية والفنية والعلمية والاجتماعية أيضاً,, ويندرج تحت هذه خلق إبداعي قد يظهر مختلف الانطباعات وقد يهمل بعض التفاصيل لها,!! إن الانفعال الذي يتولد بداخل كل منا يخضع لكيفية التعبير عن أحاسيسنا وانطباعاتنا وهو أيضاً ما يجعلنا قادرين على الاستشعار بالجمال أو القبح أو الاستحسان أو الاستهجان وهو أيضاً ما يقودنا إلى تعليل الافكار التي تراودنا في تأملاتنا لهذه الحياة ومجريات الأحداث بها بين النظام والفوضى، وعلاقة مفهوم النظام بالفوضى تندرج تحت نظرة كل واحد منا ودوافعه النفسية!! فمن منا يستطيع تحويل الفوضى الى نظام أو العكس؟! وبمعنى آخر متى يتحول النقيض إلى شيء أشبه بالتوافق؟! ومن نظرة فلسفية ذات بُعد متأمل في واقع كل ما يصادفنا تحلل لدينا الفوضى في كثافة السحب وتسابق زخات المطر إلى تفسير نظام يجمع بين تصاعدية السحب وعودته بهطول المطر بقطرات متتابعة بين الفوضى والنظام!! وكذلك القاسم المشترك بين فوارة تقذف الماء من أسفل إلى أعلى أو تأملاتك لأعالى الشلالات في حركة الماء من أعلى إلى أسفل وتمازج الفوضى والنظام بين هذا وتلك كما وان الإيقاع للعوامل الطبيعية يستوقف نظرة كل منا فيما يحدث على واجهة الارض من فجوات وتشقق في التربة وتلك التموجات على الرمال بنظام ممتد لاشكال الكثبان الرملية أيضاً وفي نفس الوقت تشعر بفوضى عند امتداد نظرك إليها باتجاه الأفق!! ومن الصحراء إلى داخل المغارات في الهوابط والصواعد وتلك الفوضى المرتبطة بنظام الحياة ونظام الطبيعة!! وهذا أيضاً ما يرتبط بنظام النشأة لكل منا وفوضى التنشئة,, بل هذا ما يقف بي عند إحساسك أنت بتلاطم الأمواج لشاطىء تتأمل فيه نظام المد والجزر ومع ذلك يشعرك الموج بفوضى تصرخ في داخلك وتجبرك على متابعتها؟! وماذا عنك أيضاً,, في تفهمك لنظام التربية وفوضى تطبيقك لها!! وإلمامك بنظام العمل وإهمالك الفوضوي له؟! أو تمكنك من نظام الاتكيت العام في المحادثة والفوضى في تعبيرك للغير!! ماذا عن تمكنك من مفاهيم الاحترام لنفسك ولمجتمعك ومع ذلك تمارس الفوضى بسلوكيات تخل بمواطنتك!! وماذا عن جدول مشاعرك عندما يرمي أحدهم بحجرة ما فتحدث حركة دائرية الشكل تتسع باتساع الزمن لمعرفتك به وتتحرك الأشياء الساكنة بداخلك ثم لا تلبث حتى تنتهي هذه الحركة وتعود أنت تدريجياً من فوضى الحركة إلى نظام سكونك!! فالفوضى والنظام لدى كل منا قد تجمع بين تعارض أو تنازع وقد تكون نتيجة رهافة حس وتأثر مألوف وقد تكون العكس تماماً، فهي معترك تعبير للأفكار الضاجة والأخيلة المحلقة في فهم هذا العالم وتأويل الفوضى والنظام بداخله.