مساء يوم الثلاثاء الموافق 7/8/1422ه كان يوماً لا ينسى من أيام الوفاء للوطن ويوم الوفاء للعلم والمعلم ويوم الوفاء للطالب المجد والمجتهد في مراحل التعليم الثانوي والمتوسط والإبتدائي في مدينة روضة سدير وما جاورها. لقد كان لي شرف حضور هذه الأمسية السنوية التي تقام كل عام وفي عامها الثالث على التوالي تكريماً للمعلمين المثاليين والطلاب المتفوقين في مدارس مدينة روضة سدير وما جاورها لجميع مراحل التعليم. وكان ذلك على شرف محافظ محافظة المجمعة الأستاذ عبدالله سعد المسعود ووكيل المحافظة عبدالله الربيعة ومدير التعليم بالمحافظة الأستاذ ابراهيم العمر وبحضور مكثف من قبل أهالي وأعيان المنطقة يتقدمهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز العميقان قاضي محكمة حوطة سدير ومديرو الدوائر في المنطقة. وكانت المفاجأة الكبرى والسعيدة هي حضور رجال الأعمال من أهالي روضة سدير يتقدمهم رجل الأعمال الشيخ محمد بن عبدالله البابطين والشيخ مطلق بن عبدالله المطلق والشيخ عبدالعزيز الشويعر أول مدير مدرسة في الروضة والعم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العمر والشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الشبانات والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الماضي والدكتور عثمان بن محمد العمر عضو مجلس منطقة الرياض وفهد بن محمد الماضي وخالد بن محمد البابطين. نعم لقد كانت مفاجأة كبرى أعد لها من قبل إدارة المدرسة المتوسطة والثانوية بروضة سدير المنظمين لتلك الأمسية السنوية حيث بذل لذلك مجهود جبار وكبير من قبل القائمين على هذه الأمسية وعلى رأسهم مدير المدرسة الأستاذ سعود بن عبدالمحسن الشبانات يشكرون عليه جزيل الشكر وفقهم الله. لقد كان ذلك اليوم يوماً عظيماً للعلم وعرساً بهيجاً للمثاليين من المعلمين والمتفوقين من الطلاب وهم يرون ذلك الحضور الكبير من المدعوين يلبون دعوتهم بالحضور في يوم تكريمهم. وكان من ثمرات ذلك اليوم البهيج هو الاجتماع الكثيف من المدعوين الذين لبوا الدعوة مشكورين على حضورهم خصوصاً من تكبدوا مشاق وعناء السفر من مدينة الرياض إلى روضة سدير لحضور الحفل وأخص هنا رجال الأعمال الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم للحضور والمغادرة في وقتٍ متأخّر من مساء ذلك اليوم رغم مشاغلهم العديدة. ومن بركات ذلك اليوم اقتراح الشيخ عبدالعزيز الشويعر إنشاء صندوق للتفوق العلمي وتبرع له بمبلغ مائة ألف ريال واشتراك سنوي بمبلغ خمسين ألف ريال وكذلك الشيخ مطلق بن عبدالله المطلق الذي تبرع بمبلغ مائة ألف ريال لتأسيس الصندوق واشتراك سنوي بمبلغ خمسين ألف ريال. وكانت مفاجأة ذلك الحفل وذلك اليوم تبرع الشيخ محمد بن عبدالله البابطين (أبو ناصر) بمبلغ مليوني ريال لإنشاء مكتبة عامة ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة روضة سدير وكذلك تبرع أبنائه بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال لتأثيث المكتبة وكذلك تبرع عبدالعزيز بن ابراهيم الشبانات صاحب دار عالم الكتب للنشر والتوزيع بكتب بقيمة مائة ألف ريال. وذلك كله نابع من إحساس وطني للوطن ولمسقط رأس هؤلاء الرجال الأوفياء لوطنهم ولبلدهم ويشكرون عليه جميعاً ومن ساهم سابقاً لهذه الجائزة ومن دعم مسيرتها. وفي هذا المقام ليسمح لي الشيخ محمد البابطين بأن أسوق هذا الاقتراح له ولمن أراد خدمة وطنه عن طريق مسقط رأسه حيث إن إنشاء مكتبة قد يكون محدود الفائدة خصوصاً إذا عرفنا أن من يرتادها في الوقت الحالي هو عددٌ قليلٌ جداً. والاقتراح هو إنشاء مركز ثقافي واجتماعي يتم بناؤه على طراز قديم وينشأ بداخله بالإضافة إلى المكتبة (السمعية والبصرية) متحف تجمع فيه المتاحف الموجودة الآن في بعض المدارس ومتحف مركز التنمية ومتحف نادي الاعتماد وكذلك معرض للصور القديمة التي تحكي ماضي وتراث الروضة. وينشأ بداخله قاعة تتسع لخمسمائة شخص لتقام فيها الندوات والمحاضرات والحفلات التكريمية كما يمكن تخصيص موقع من المشروع يكون على الشارع العام لبناء مسجد كبير على أن تكون مأذنته على شكل المآذن القديمة (دائرية ومخروطة) ويستفاد من المسجد في حلقات تحفيظ القرآن وينشأ بجواره مبنى لادارة تحفيظ القرآن. ويكون ذلك المركز معلما حضاريا لجميع من يزور مدينة روضة سدير وخصوصاً أن مساحة الأرض المخصصة لذلك كبيرة جداً كما أن موقعها مميز في مدينة روضة سدير. كما أنه يمكن أن يفتح مجال المساهمة للتبرع لذلك المشروع ودعمه من رجال الأعمال القادرين ووضع لوحة رخامية شرفية لجميع من ساهم في ذلك المشروع بعد دراسة تكلفة المشروع من جميع جوانبه. كما أقترح تسمية هذا المشروع باسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عرفاناً له لجهوده الجبارة والملموسة في تطوير مدن وقرى منطقة الرياض بعد أخذ موافقة سموه الكريم بذلك. كما أتمنى أن يستفاد من بعض المواقع التي أنشئت في بعض مدن ومحافظات المملكة. وفي ختام مقالي هذا أود أن أشكر جريدة الجزيرة على تغطيتها المميزة لذلك الاحتفال عن طريق مسئولي مكتبها في المجمعة الأستاذ فهد الفهد والأستاذ صالح الدهش حيث إنها الجريدة الوحيدة التي قامت بتغطية هذه المناسبة، متمنياً أن يكون مقالي هذا بداية لأطروحات نيرة يستفاد منها عبر منبر (عزيزتي الجزيرة).. والله من وراء القصد. محمد عبدالله العمر