أسعد كثيرا بما يصلني من رسائل عبر البريد الإلكتروني أو العادي وخاصة تلك التي تعقِّب على قضية أو فكرة ما وردت عبر مقال لي أو لغيري. وقد وصلتني مؤخرا رسالة من الأخ بندر من الرياض، يعقِّب فيها على مقال سابق لي في مطلع هذا الشهر الكريم بعنوان (آه لو تستريح!). يقول الأخ بندر في رسالته: إنه يعاني من الراحة التي كادت توصله إلى التعب.. «فأنا عاطل عن العمل وغيري كثير فهل كلامك سيعجبهم؟! إنك تتحدثين عن طبقة من المجتمع العاملة التي وقتها محسوب بالثانية والتي إذا حصل لها نصف ساعة راحة «استلذوا» بها، فهل نستطعم الراحة؟!. ويقول أيضاً في رسالته: «الدنيا صعبة جدا وتريد من يطأطىء رأسه لها». أما الاخ بندر فكما يقول «لديه اعتزاز بكرامته».. وهو بالمناسبة يحمل مؤهل دبلوم كهرباء ميكانيكا. أردت أن أجيب على رسالة القارىء لأنها حملت بين طياتها أكثر من فكرة هامة: أولها: لماذا لا يجد خريجو المعاهد الفنية عملاً مباشرة عند تخرجهم وهل هم السبب أم أن هناك عوامل أخرى خارج إرادتهم؟! ثانياً: البطالة أمر مزعج نحاول جميعاً البحث عن حلول له، لا شك في ذلك، ولكن هل يعني هذا ألا نجد عملا سوى عن طريق الآخرين؟! وهل نسترخي نوماً أو انتظاراً ريثما يتقدم لنا من يطلب منا العمل لديه أو في كنفه سواء كان ذلك العمل حكومياً أو أهليا؟! لكي نحيا حقاً لا بد لنا من الكثير من الكفاح والتعب والسعي الحثيث لنيل ما نريد..! أما التعب الذي كتبت عنه فقد كنت أقصد به ذلك التعب الأشمل والأعم.. ذلك الذي لا يقتصر فقط على تعبك من طاحونة العمل المستمرة.. بمعنى أنني لم أكن أقصد الطبقة العاملة وحسب وإنما أقصد تلك الهموم اليومية التي تتلبس أحدنا لسبب أو آخر.. تلك المتاعب التي تطاردنا أينما وحيثما كنا ومهما حاولنا الهرب منها! لكنني لا أنكر أبداً أن للتعب وجهاً آخر جميلاً فلولاه لأصبحت الحياة باهتة باردة.. بلا طعم أو معنى.. وكما قال الشاعر: بَصُرتُ بالراحة الكبرى، فما وجدتها تُنال إلا على جسر من التعبِ [email protected]