ذلك الرجل الشهم فيصل بن فهد تغمده الله بواسع رحمته. إننا لا نريد أن نذكر «فيصل بن فهد»، من خلال وجود اسمه على ملعب رياضي فقط.. أو من واقع دورة رياضية تحمل اسمه وحسب..! إن هذا التكريم جميل ومستحق وهو أهل له، لكنه لايكفي أبدا إننا نريد أن نذكر اسمه ونتذكره وندعو له من خلال أمور أخرى هي أهم بالتأكيد لأنها بقدر ما تبقى ذكراً طيباً له في الدنيا فإنها (وهذا هو المهم) تسدي إليه أجراً موفوراً في الأخرى. وهذا ماهو محتاج إليه وقد رحل عن دنيانا إليها. نريد أن يبقى له عمل صالح يُبقي ذكره، ويصل إليه أجره مصداقاً لحديث من لا ينطق عن الهوى «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له..». لقد قرأنا وسمعنا بعد رحيل الأمير فيصل رحمه الله عن قيام مبرة خيرية باسمه.. وعن مركز ثقافي.. وعن جائزة كبيرة .. ولكننا الآن لا نسمع ولا نرى شيئاً من ذلك. إنني اتوجه بسؤال محب إلى ابنه الأمير نواف بن فيصل وإلى كريمات الراحل.. أتساءل بكل ما أحمله من حب لفيصل بن فهد. ماذا تم في هذه المشروعات الخيرية؟. هل لا تزال النية باقية على قيامها؟. وماذا تم من خطوات عملية من أجل تجسيدها على أرض الواقع؟. لقد مضى الآن أكثر من سنتين على رحيل والدكم رحمه الله ولم نر شيئا بعد.. ولابد من المبادرة .. فالراحل العزيز أحوج ما يكون إلى مثل ذلك، براً بوالدكم العزيز، وتواصلاً لذكره في ميادين الخير، واستمراراً لوصول الأجر إليه وهو في العالم الآخر بحول الله. إننا نريد أن نسمع وأن نقرأ اسم (مبرة فيصل بن فهد للأعمال الخيرية والإنسانية)، كما كنا نرى في حياته كلما سمعنا عن مريض أعيته طرق العلاج فكان قلب فيصل بن فهد هو المغيث له بعد الله ونريد أن نقرأ اسم فيصل بن فهد كلما قرأنا في صحيفة عن بائس انقطعت به دروب الحياة فكان فيصل بن فهد في حياته المنقذ له بعد الله من دروب الفاقة والبؤس. لكن هذا وأكثر ولأننا نحب فيصل بن فهد الإنسان الذي كان المبادر إلى عمل الخير حتى من خلال رسالة تصله، أو علمه بحالة إنسان يحتاج إلى عونه. فيا أيها العزيز نواف لعلك ونحن الذين رأينا فيك الكثير من سمات والدك تبادر مع محبي والدك من أعمامك الأخيار وكريماته النبيلات إلى تأسيس (مبرة خيرية)، تحمل اسم والدك الأمير النبيل لإستمرار عطائه في الدنيا وحصول الأجر له في الأخرى. رحم الله الأمير فيصل بن فهد بقدر ما مسح من دمعة وبقدر ما ساعد في مسح آهه.. وبقدر ما ساهم في خير، وبقدر ما رسم من بسمة على وجه مريض ضامه فقره ودهره. رحمه الله فلكم تعتم الحياة عندما نفقد أمثال هؤلاء الأخيار.