يعيش العالم الآن حياة يزداد فراغ الإنسان فيها يوماً بعد يوم فقد عرف الإنسان وقت الفراغ في جميع العصور وفي مختلف الحضارات ولأهمية وقت الفراغ في حياة الإنسان ولأهمية كيفية استثماره في بناء شخصية الفرد وفي تنمية المجتمع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أشار في الحديث الشريف إلى أنه لا تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟ إلا أن الاستفادة من وقت الفراغ أصبح إحدى المشكلات الهامة التي تواجه الشعوب والمجتمعات بوجه عام وفي حياة الشباب بوجه خاص وذلك في وقتنا المعاصر فقد أصبح التحدي الذي يواجه عصرنا بل ويواجه كل مجتمع وكيفية استثمار هذا الوقت الضائع فالكثير من الدول المتقدمة تهتم بالتخطيط في كيفية استثماره، حتى لا يتحول هذا الوقت إلى وقت يضر بحياة الفرد والمجتمع من جميع الجوانب. ونظراً لأهمية شغل وقت الفراغ في حياة المجتمع وخاصة الشباب والشابات فإنه يجب الاهتمام والدعم من قبل المجتمع والأسرة والمؤسسات الرياضية والتعليمية وغيرها ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال مراعاة لأهم النقاط التالية: 1 - العمل على توفير مساحات اللعب وتزويدها بالإمكانات المناسبة في كل مدينة وقرية وما نراها الآن من انتشار من ساحات الملاعب وطرق للمشي المنفذة من قبل أمانة مدينة الرياض وبعض البلديات في الكثير من مدننا يستحق الإشادة والتقدير لكل بلدية وإلى أمانة منطقة الرياض وعلى رأسها سمو أمين مدينة الرياض على مثل تلك الأفكار الرائعة. 2 - توجيه البرامج الإذاعية للآباء والأمهات وأولياء الأمور بغرض تعريفهم بطرق الكشف عن ميول أطفالهم والعمل على تنميتها وتطويرها. 3 - زيادة الاهتمام بإقامة المهرجانات الرياضية والترويحية والسياحية للمجتمع. 4 - المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام والمنتشرة في جميع مدن المملكة تحتاج إلى التطوير وإدخال أحدث التقنيات والوسائل الحديثة التي تساعد على حب القراءة والاطلاع وكذلك حيث أنها تعمل على فترتين صباحاً ومساء فلماذا لا تسعى الوزارة إلى تخصيص الفترةالمسائية إلى النساء وبإدارة نسائية ولتستفيد منها طالبات المدارس في جميع مراحل التعليم ويستفيد غيرها في شغل وقت فراغه في التزود بالعلوم والمعرفة. 5 - المراكز الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم تعتبر من أهم مناشط للقضاء على الفراغ في الإجازات الصيفية وقد أثمرت نتائجها والحمد لله وذلك من خلال ما نراه من انضمام الكثير من الشباب فيها وبدعم لا محدود من الوزارة التي تستحق الإشادة والتقدير. 6 - الأندية الرياضية ودورها الأهم والأبرز حيث تقوم الأندية بتقديم العديد من الخدمات نحو المجتمع فهي تعد من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تهدف من خلال برامجها التربوية إلى تنمية أعضائها من الجوانب البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية وإتاحة الفرصة للاستمتاع بوقت فراغهم فيها يعود بالنفع. لذا فإن على الرئاسة العامة لرعاية الشباب العمل على تقديم كل الدعم على إنشاء وتطوير جميع المنشآت الرياضية بأحدث التقنيات المتطورة والوسائل الحديثة. كما آمل أن يتضمن هذا الموضوع للمسؤولين بعض السبل للاهتمام بأوقات الفراغ في مختلف مؤسسات الدولة، لما للاستثمار وقت الفراغ من أهمية في تنمية شخصية الفرد ودفع مسيرة التقدم الاقتصادي للمجتمع من خلال زيادة الإنتاج وحتى لا يتحول هذا الوقت إلى وقت ترتكب من خلاله الجرائم أو يتم في أثنائه القيام ببعض الانحرافات والمناشط غير التربوية التي تضر بحياة الفرد والمجتمع لا قدر الله.