تابعت ما كتبه الدكتور حسن بن فهد الهويمل يوم الثلاثاء 18-1-1433ه في العدد رقم 14320 حول إشكاليات العمالة، وقد أجاد وأفاد؛ فنشكره على طرق هذا الموضوع، ونطمع بالمزيد؛ فمثل الدكتور حسن يُشخِّص الداء، ويصف الدواء، وهو جدير بذلك. وأريد أن أدلي بدلوي حول هذا الموضوع فأقول: إن التستر على العمالة قد استشرى ضرره؛ فالشباب الباحث عن العمل لا يستطيع المنافسة إلا من خلال البيع أمام المساجد والجوامع أو بيع (الحبحب) في مفارق الطرق أو المكسرات أو بيع أدوات ذبح الأضاحي أو الاحتطاب.. هذا لمن كان لديه قوة الإرادة ولم يُحبط من منافسة العمالة، أما البقية الباقية فقد استسلمت لهذا الطوفان البشري من الأجانب الباحثين عن العمل، ورفعت راية الاستسلام شاكية أمرها لعلاَّم الغيوب؛ فكيف يبحثون عن العمل ولدينا عشرة ملايين أجنبي، يبحثون مثلهم عن العمل، نراهم وقد حلّوا في محال السباكة والبقالات والحلويات والعطارة والكهرباء والموكيت والزهور والمرايا والطيور والتمور والأغنام والأعلاف والزراعة وخدمة السيارات، يحوِّلون المليارات لبلدانهم، وشبابنا الباحث عن العمل أصبح عاجزاً عن منافسة العامل الأجنبي للشباب السعودي الباحث عن العمل؛ فالأجنبي يملك مقومات الغلبة فهو يأكل ويشرب وينام في متجره، وليس عنده ما يشغله عن عمله، وفارق العملة يساعده كثيراً؛ فمكسب خمسين ريالاً مثلاً أكثر من ستمائة روبية تقريباً في بلده. إن المشكلة تتفاقم، ولا بد من إيجاد الحلول القطعية، وليست المسكِّنة؛ فلدينا من المحال والفرص التجارية ما يكفي لامتصاص الباحثين عن العمل لسنوات عديدة، وحتى نكون كما قيل (سمننا في دقيقنا). والله من وراء القصد. راشد سليمان الوايلي- القصيم - بريدة