أطلقت جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حملتها التوعوية الثانية «اعرف افتا» بمركز المملكة كما نظمت فعالية توعوية بمدارس معهد العاصمة النموذجي لأعضاء هيئة التدريس والتربويين، وقام مرشدو «افتا» المدربين في الجمعية بتدريب التربويين ليكونوا متحدثين ويقومون بنشر ثقافة «افتا»، والتعريف بالاضطراب وأعراضه تنفيذاً لأهداف الجمعية التي تطمح إلى نشر الوعي بالاضطراب. واستعرض مرشدو «افتا» الدراسات المجرية على الأطفال في المملكة، في المنطقة الشرقية التي قام بها الباحث د.جمال الحامد، وأجريت على 1278 طفلاً في77 مدرسة ابتدائية، سنة 1999م – 2000م، وأظهرت إصابة 16.7% من الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والدراسة التي قام بها الباحث د.فتح العليم عبدالرحيم في الرياض على 199 طفلاً 82 % منهم سعودي الجنسية، سنة 1993م – 1998م، وأظهرت إصابة 12.6% منهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وأكد مرشدو «افتا» على أن الطفل المصاب بالاضطراب قد يبدو أقل ذكاءً من غيره ممن هو في مثل سنه؛ لأنه لا يستخدم عقله بشكل كافِ بسبب تشتت انتباهه، ولكن عندما يتم علاجه يتبين أنه يتمتع بمستوى ذكاء متفوق، وهذا ما أثبتته الدراسات العالمية عن المصابين بالاضطراب، ولا بد للمدرسة من معرفة مراحل النمو للأطفال، حتى تتعرف على ما هو شاذ وما هو طبيعي لهذه لمرحلة، والتعرف على اضطرابات الطفولة المختلفة، لتقديم العلاج والوقاية معاً، حيث يشكل وجود طفل مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في الصف مشكلة لأي معلم لم يعد تربوياً للتعامل معه لغياب وعيه ب»افتا»؛ لأن السمة البارزة للطلبة المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي عدم قدرتهم على البقاء في مقاعدهم وعدم قدرتهم على إنهاء المهام التعليمية المطلوبة منهم، فقد يسيء المعلم معاملة الطالب بعد أن يفسر سلوكه بالتصرف المتعمد وصورة من صور تحدي سلطة المعلم، ويدخل الطالب والمعلم في حلقة مفرغة من سوء التفسير وسوء السلوك بشكل يؤثر على النواحي الأكاديمية والنفسية والاجتماعية للطالب. فيما سرد مرشدو «افتا» عدداً من الإستراتيجيات الفعالة التي تساهم في التعامل مع الطلاب المصابين بالاضطراب، مثل المحافظة على الفصل منظماً ومرتباً طوال الوقت ووضع لائحة أنظمة واضحة ودائمة في الصف، ومراجعة اللائحة مع الطلبة باستمرار، يتم فيها الاتفاق بين المعلم والطلاب عموماً وخصوصاً المصابون بالاضطراب على إشارات وعلامات معينة لتذكيرهم عند القيام بسلوك لائق أو غير لائق، وذلك لتجنب جرح مشاعرهم أمام بقية الزملاء، ويجب على المشرف على الصف تحديد الطفل المصاب وجلوسه بجوار طالب مثالي وهادئ وعالي التركيز، مع تفادي وضعه بجوار المشتتات الصوتية، مثل «صوت المكيف أو النافذة»، والتحرك داخل الفصل أثناء الشرح لجذب الانتباه، والتواصل البصري مع الطالب الذي يعد من أهم العناصر التي تساهم في تقدم الطالب. وتطرق مرشدو «افتا» إلى العلاج السلوكي للطفل المصاب وأهميته، فهو يشمل برنامجاً يساعد الطفل على خفض أو إزالة السلوك غير الملائم، ويعمل كذلك على تدريب الطفل على المهارات المطلوبة للتعامل بنجاح مع المواقف المختلفة في المنزل والمدرسة والبيئة المحيطة، كما يؤدي إلى رفع قدرة الطفل على التفاعل والتقبل الاجتماعي، ومن نتائج العلاج السلوكي أيضاً مساعدة الطفل في التغلب على المظاهر والمشكلات المصاحبة للاضطراب بضبط النفس، والتحكم في استجاباته، وزيادة دافعه وإصراره على إنجاز العمل، وزيادة التركيز أثناء الأداء، بما يكفل له النجاح أكاديمياً واجتماعيا ومهنياً، وأن لهذا العلاج قواعد من أهمها وضع أهداف إيجابية مع تحديد نظام فعال لتعديل السلوك، وكذلك استخدام نظام المكافآت والعقاب بطريقة منتظمة مع التركيز على جعل بيئة الطفل إيجابية وممتعة، على أن جزءاً كبيراً من علاج الطفل يقوم على تعديل بيئته وكيفية التعامل معه. وبيّن مرشدو «افتا» أهمية دور الوالدين في العلاج السلوكي وضرورة استعانتهم بمن يقدم لهم المشورة والدعم والتدريب مما يمكنهم القيام بدورهم على أكمل وجه، وضرورة بناء علاقة إيجابية بين الأهل وطفلهم المصاب، تفعل المشاعر الإيجابية له، ومن ذلك تخصيص وقت يومي للطفل «نصف ساعة مثلاً» يختار الطفل خلالها النشاط، ويركز فيها الأبوان على قضاء وقت جيد مع الطفل، خلال ذلك الوقت يجب تجنب إعطاء أوامر أو توجيه أسئلة وجعل الطفل يشعر أن ما يفعله مثيراً للاهتمام، والهدف من ذلك الوقت هو بناء المشاعر الإيجابية للطفل وجعله مهتماً بإسعاد والديه، وعندها سيفاجأ الوالدان حين يقوم بأداء واجباته المنزلية، لينتقل الدور مرة أخرى على الأبوين لإشعار الطفل بالتبعات الإيجابية لتصرفه وذلك من خلال المحفزات والجوائز عندما يقوم بالسلوك الجيد في محاولة لزيادة تكرار هذه الأفعال الإيجابية، وأنه من المهم أن يشعر الطفل بالنتيجة الإيجابية إذا قام بالالتزام بالطريقة المثلى، فالتعزيز الإيجابي سواءً كان مادياً أو معنوياً فهو يلعب دوراً هاماً.