ثمة نظريات عديدة تحدثت عن الفوضى والشغب، ولعل أهم ما قيل في هذا الصدد إن الراحة والاسترخاء أبدا تتبعها الفوضى وما حصل في ملعب الشعلة إنما هو نتيجة حتمية لاسترخاء لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي في طريقة تعاملها مع لقاء الشعلة والهلال الذي جرى على ملعب نادي الشعلة بالخرج، فأعضاء اللجنة المحترمون لم يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن وسائل السلامة في الملعب وعن مدى صلاحيته لإقامة مباراة يكون الطرف الآخر فريق كبير ولديه شعبية جماهيرية ك(الهلال) وحتى هم لم يكلفوا أنفسهم أيضا طرح تساؤلات ونقاشات فيما بينهم عن إمكانية حضور جماهير يفوق عددها سعة الملعب الصغيرة يعني اللجنة جعلت أمور التنظيم للظروف وركنت إلى الاسترخاء والنوم في العسل كما يقال (؟!). وكانت النتيجة تلك الفوضى العارمة التي حدثت في ملعب الشعلة من شلة مراهقين متهورين وجدوا حراسات والحصون «سبهللة» فاقتحموا أرضية الملعب بالطول والعرض وكسروا الأبواب وتسلقوا الأسوار واقتحموا المنصة ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل رموا بالحجارة وقذفوا العلب الفارغة وحتى وصل الأمر إلى الأحذية بعد أن وجدوا أن الحس الأمني لدى الحراسات في الملعب شبه معدوم، وكان هذا وسط منظر مخز إذ كانت فوضى عارمة شهدها ملعب الخرج وأنا هنا لا أعفي إدارة الهلال أيضا فكان عليها أن تعترض وتبدي ملاحظاتها خاصة وأن بعض أعضائها يعرفون ملعب الشعلة جيداً. مشاهد.. تلك الفوضى ما زالت حديث الساعة في وسائل الإعلام كيف لا وتلك الأعمال تعد من أبشع الصور التي حصلت في الملاعب السعودية حتى الآن. نعم ثمة شغب وفوضى تحدث في ملاعب عدة في العالم لتكون ظاهرة عالمية بامتياز وفي عدد من البلدان وما يصاحب ذلك من تخريب وتدمير وحرائق قد يصل إلى إزهاق أرواح بريئة ومثل هذه الأعمال غير مقبولة لا في ملاعب العالم ولا في ملاعبنا السعودية وما فعله بعض المراهقين في ملعب الشعلة يعد سلوكاً منحرفاً لا يعبر عن قيم المجتمع السعودي. وعادة ما يكون شغب كروي في ملعب ما عندما يلتقي فريقان كبيران متنافسان نتيجة تصرف إدراي أو لاعب من سلوكيات مشينة وغير مقبولة أو خطأ تحكيمي يثير سخط الجماهير فتندلع مواجهات في المدرجات ينتج عنها تلفيات وتخريب كبير ولكن في لقاء الشعلة والهلال كانت المباراة وحتى وقبل أن تنطلق محسومة لصالح الفريق الهلالي ولم يكن هنالك ما يعكر صفو اللقاء أي تصرف أو عمل يتسبب في اقتحام أرضية الملعب واستباحتها وبالتالي ما كانت هذه الفوضى التي أحدثها هؤلاء المراهقون المشاغبون ما يبررها على الإطلاق. عموماً لقد اتضح من خلال هذه الحادثة أن هنالك نواقص وخاصة في أمن الملاعب في مناطق عدة وننتظر حلولاً فهذه الأشياء حقيقة مقلقة كما أن هنالك نقطة هامة نود الإشارة إليها هنا وهي أن تمتنع كاميرات القناة الرياضية السعودية والقنوات الأخرى عن نقل أي صور في حال ما حدث اقتحام لأحد الملاعب مستقبلاً لا سمح الله لأن هذا النقل هو ما يحرص عليه هؤلاء المشاغبون وحافز لهم لإحداث مثل هذه الأعمال. وأرجو والجميع يأمل أن تكون حادثة ملعب الخرج هي الأخيرة. مكة