أكد معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن تنظيم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره على مستوى دولي يشعر المسلمين بتوحدهم على كتاب الله، وأن هؤلاء الناشئة الذين قدموا من مختلف بقاع الأرض، واجتمعوا في حرم الله من أجل التنافس في حفظ كتاب الله سيعودون - بإذن الله تعالى - إلى بلادهم بشعور عميق بالوحدة بين أبناء المسلمين. وقال معاليه - في تصريح له بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والثلاثين للمسابقة في رحاب المسجد الحرام إن القرآن العظيم هو أعظم ما تنصرف إليه الهمم، وتنقطع إليه الآمال، وخير ما يتوجه إليه بالعناية والاهتمام، فمنذ نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو محط اهتمام المسلمين، وعنايتهم عصراً بعد عصر إلى يومنا هذا، ففي بلاد الحرمين كان القرآن العظيم ولازال محل اهتمام ولاة الأمر، وتجلى ذلك في إنشاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتكوين الجمعيات التي اضطلعت بمهمة إقامة حلقات تحفيظ القرآن في المساجد بمختلف أنحاء المملكة، وهذه الجمعيات بدورها تجري مسابقات محلية في حفظ القرآن الكريم وتجويده بين طلابها تشجيعاً للناشئة على حفظ كتاب الله وتجويده. ووصف الدكتور الخزيم تواصل تنظيم المسابقة على مدار اثنين وثلاثين عاماً بأنه عمل طيب وفق الله ولاة الأمر في هذا البلد الطيب إليه حيث يتبارى فيها أبناء المسلمين كل عام على إظهار مهارتهم بالقرآن، وهي بلا شك مظهر مهم من مظاهر الاهتمام بتحفيظ كتاب الله. وشدد معاليه على أن أهمية المسابقة تكمن كذلك في أنها جاءت في زمن كثرت فيه الملهيات والمغريات التي تلهي الناشئة عن حفظ كتاب الله، فتوقيت المسابقة جاء في وقت مناسب للحد من اندفاع الشباب والناشئة نحو هذه المغريات، وتشجيعهم على الاهتمام بكتاب الله حفظاً وتجويداً وتفسيراً. وبيَّن معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أن عقد المسابقة في المسجد الحرام بمكةالمكرمة له مغزى بعيد، إذ يؤدي إلى ارتباط وثيق بين الناشئة والدين الإسلامي الحنيف، وتجمع هؤلاء الصفوة في مكةالمكرمة كل عام على كتاب الله يزرع حبها في قلوبهم، ويشعرهم بالانتماء إلى هذه القبلة العظيمة، في وقت يسعى أعداء الإسلام إلى أن تكون المدن الأجنبية هي محط أنظار شباب المسلمين. وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية وهي تضطلع بهذه المسابقة كل عام من أجل تشجيع الناشئة والشباب على العناية بكتاب الله ،إنما هي تسعى بذلك إلى تحقيق كل ما يخدم الإسلام والمسلمين ،وما هذه المسابقة إلا حلقة من حلقات الخير والعطاء المتواصلة لإعلاء هذا الدين ومظهر من مظاهر التعاون المستمر بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، خاتماً تصريحه بسؤال الله تعالى أن يجزي القائمين عليها خير الجزاء، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.