-حين لا تريد أن ترى إلا بعين واحدة وأن لا تسمع إلا بإذن واحدة. هل تستطيع قراءة المشهد؟ وهل بمقدورك تمييز الأصوات؟ أعتقد أن الحواس منقوصة!! -حين يعلو صوتك فلن تسمع الآخر، وحين تغمض عينك لن ترى الصورة كاملة. -أن تمارس حياتك الاعتيادية دون أن تخشى شيئا فلن يضيرك أي أمر. وحين تحسن الظن بالآخر سيحسن ظنه بك أيضا أيا كان هذا الآخر. -حين تفتقد القدرة على الإصغاء وحسن الإنصات والتعجل في إطلاق الأحكام وهذه صفات تلازمك وستبقى أخطاؤك رفيقة دربك ومثل ظلك، أنت لا تراها أخطاء ولن تقتنع من الآخرين حين يبلغونك بها. -لا تكابر ولا تحيط نفسك بسياج الحصان والوهم. فكلنا نقع بالخطأ لكننا نستمع لناصح ونصغي لموجه ونتعلم من أنفسنا. -لا تغيّب صوت العقل والتعقل ولا تقتل فيك نزعة التسامح واللين. -حين تحاصر نفسك بالجدران الأربعة سيكون الحصار قاسيا وموجعا وستفقد الإحساس وتفقد الضوء والهواء وستميت كل نبض عرف الدنيا واستنشق هواءها. -نعم تألف المكان وستشعر بالفقد إن تركته، ترى الدنيا غريبة كل الغرابة عنك، وسترى وجوه لم تألفها وسوف تقول إن الانطواء أرحم من مخالطة أناس وأناس والتخاطب مع هذا وذاك قد تكون محقا في جزئيات لكنك مخطئ بحق نفسك أن اعتزلت وقطعت سبل التواصل والاتصال. -نصدم كثيرا ونفاجأ أكثر، هي الحياة مليئة بالمتناقضات لكننا اعتدنا أن نجاري الواقع بطريقة أو بأخرى أن تواجه الحياة بكل أشكالها، بكل مذاقاتها، بكل ألوانها. -إن استسلمت لها لن تغادر زاوية اخترتها ولن تبرح مكانك ولن تنفك من ربقها. -تعيش نعم، لكنها معيشة فيها من الهوان والبؤس ما يرفضه العقل ولن تقبله نفس. -يجب أن تكون مستعدا كي تواجه وتنافح عن مثل ومبادئ وأخلاقيات تتمسك بها أما سياسة الهروب والانزواء فلن تحل مشاكلك ولن تصل إلى موانئ تصبو للوصول إليها. -حياتنا صفحات مليئة بتناقضات، بأشياء مقبولة وأخرى مرفوضة، لا توصد الأبواب، افتح سجلاتك واقرأ من صفحات أيامك وستجد أن هناك ما فعلته فيما مضى ترفض فعله اليوم وأمور أخرى تراها اليوم عكس قناعاتك. -ليست هناك خيارات ولا ثوابت ولا تمنيات تتحقق، الحياة أمواج فكن سباحاً يجيد التعامل مع مد البحر وجزره وإلا بقيت وسط البحر تتقاذفك الأمواج وربما تكون طعاما لسمك القرش.