زهرات حائل الاثنتا عشر رحلن ولكنه القدر سبحان الأول بلا ابتداء سبحان الآخر بلا انتهاء سبحان من ليس له بداية سبحان من ليس له نهاية قال تعالى في كتابه الكريم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (سورة الأنبياء 35)، لقد آلمني ما آلم غيري من جراء حادثة وفيات طالبات (جامعة حائل) وقول (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى)، زهرات حائل رحلن ولكنه القدر هنيئاً لأم صبرت وهنيئاً لأب صبر لفراق فلذة الكبد، بعد وقوع الخطر نرفع أصدق معاني العزاء لذويكن وهذا ما دعاني أن أكتب وأسرد عبارات المشاركة في الحزن فلم تكن منية هذه الزهرات بالسهلة ولا باليسيرة علينا جميعاً هن في عمر الزهور مقبلات على الحياة مع الطموح والتعلم الجاد، وهو طلب العلم حتى ولو على بعد مسافات عن مكان سكنهن (الحليفة) فتيات قمن صباحاً وكلهن أمل في الوصول إلى الجامعة التي تحتضن العديد من الطالبات من حائل وقراها تلك الجامعة التي ما بنيت إلا لبناء عقول إناث هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا، فتيات رسمن الهدف فسعين إلى تحقيقه فحال هادم اللذات بينهن وبين ما أردن، فالله تغمدهن بواسع رحمتك وأنزل على قبورهن الضياء والنور والفسحة والسرور واجعلهن عندك وفي رحابك من المرحومات والمغفور لهن يا رب العالمين، اللهم إنك تعلم أن هؤلاء الشابات أخوات لنا في الله ونكن لهن ما نكن لأنفسنا من حب الخير والمغفرة والرحمة.. لقد فارقن الحياة ارحم أم مكلومة وأب مكلوم وقع عليهم هذا المصاب الجلل وفقدوا بناتهم بلحظات هي أشبه ما تكون بالمقص الذي يحصد ما حوله، ولا نملك إلا الحزن والدعاء، فقد جاءت ساعة الموت ليلفظن أنفاسهن الأخيرة، حيث الذهاب إلى رب العالمين فكان آخر عهدهن في هذه الدنيا هو صباح يوم الأحد الموافق 24-12-1432ه، قال الشاعر: نسير إلى الآجال في كل لحظة وأيامنا تطوى وهن مراحل ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيام تعد قلائل بدرية إبراهيم - حائل