في مؤسسة براعم الوطن احترق جسد ريم وبقيت روحها ترفرف بيننا ..., لم تعاتبنا لم تمسك بتلابيبنا وتنفض ركودنا وسكوننا ...., أبدا بقيت ترفرف بيننا وكأنها تريد أن تكون شاهدا على تأخرنا المتكرر في الوصول لما يجب. هل نحتاج بين فترة وأخرى احتراق الفتيات وموت المعلمات لنعرف أخطاءنا ونعرف أن التعليم ليس غرف مغلقة والتعليم ليس سياجا محكما ..., والتربية ليست في تصاعد منع الطالبات من استشعار كينونتهن عبر مرآة تم تحطيمها والتربية ليست كتابا يتم تجديد غلافه مع بقاء محتوياته تئن تحت إرادة من يعتقدون أن التعليم مازال قرأ وكتب...؟؟ احترقت ريم وبعدها بساعات احترقت اثنتي عشرة "ريم" على تراب حائل... حين احترقت المعلمة اكتشف المختصون أن وسائل السلامة "كانت "غائبة عن المدرسة...؟؟ وحين ماتت اثنتا عشرة ريم فوق رمال طريق حائل اكتشفنا أن السكن جاهز ومناسب ويمكن استخدامه من قبل طالبات الجامعة.....؟؟؟ رحم الله الصغيرات اللاتي رحلن وأعان الله الصغيرات وقد سكنهن الرعب والخوف ... ألسنة النار التهمت أناملهن كنا نحذرهن من نار الآخرة ونؤكد لهن أن النار أكثرها من النساء واحترقت الصغيرات ونحن مازلنا نبحث في ملف سيول جدة .. ومازالت الكثير من النقاط بدون حروف ونار الدنيا التهمت الصغيرات لأن الرجال مشغولون بإرضاء هذا وعدم إغضاب ذاك بقيت المصالح جدارا صلبا يحول بيننا وبين المصلحة العامة. تقول الصغيرة خمس عشرة دقيقة فصلت بين بدء الاشتعال ورنين جرس الإنذار ليت الصغيرة عرفت أننا من عام 2002 ونحن ندرس أساليب الأمان والحماية في مدارس البنات وإننا فصلنا الرئاسة عن الوزارة حلا للمشكلة ولكن بقيت الأزمة كما هي لم تتغير فقط بشت الوزير استبدلناه بعباءة الوزيرة وبقي ملف التعليم مترهلا مثقلا بهموم الاختراق....؟؟؟ هل ماتت ريم هل توفيت غدير.....؟ هل احترقت الصغيرات أبدا بل ماتت أفراحنا وآمالنا التي كانت تحوم بنا حولكن أيتها الصغيرات. زادت أحزاننا وتراكمت آلامنا مع تناثر أجساد فتيات حائل لنكتشف بعد موتهن أن الطريق غير صالح وأن جامعة حائل استطاعت أن توفر سكنا للطالبات المغتربات خلال أسبوع واحد... مشكلتنا أننا نحتاج أن تكبر المصيبة لتستيقظ طاقة الحلول فينا فنكتشف أن توفير سبل الأمان ضرورة لاكتمال مسوغات استمرار المدرسة ونحتاج لوفاة اثنتي عشرة شابة لنعرف أن السكن الجامعي جاهز فقط انتفاضة حبر تختصر الزمن.... الجرح كبير بكبر حبنا للوطن والجرح عميق بعمق مسؤوليتنا تجاه الوطن.. رحم الله فتيات الوطن والعزاء للجميع.