إن تكرار التردد على دورة المياه بغرض التبول بصورة مزعجة مع الإحساس بالحاجة الملحة للتبول ينذر بحالة طبية يطلق عليها (المثانة النشطة)، وهذه الحالة تصيب الرجال والنساء على حد سواء بغض النظر عن المرحلة العمرية. والمثانة النشطة تؤثر بصورة سلبية ومطردة على نمط الحياة اليومي إذا لم تعالج مبكرا بطريقة علمية سلمية وفعالة، فالشخص الذي يعاني من مشكلة المثانة النشطة يعاني عادة من واحدة أو أكثر من الأعراض التالية.. زيادة مطردة في عدد مرات التبول أثناء الليل والنهار، مما يضطره للاستيقاظ من النوم عدة مرات للتبول، أو الإحساس بالحاجة الملحة للتبول وعدم القدرة على تأجيل التبول، وفي بعض الحالات انفلات بعض نقاط البول بصورة مفاجئة، وهذه المشكلة يعاني منها عدد كبير جدا من المرضى. فحوالي 34 مليون مريض يعانون من مشكلة المثانة النشطة بالولايات المتحدةالأمريكية والتي تمثل مشكلة اقتصادية كبيرة، حيث تكلف ما يزيد عن العشرين مليار دولار سنويا، لذلك بدأ الاهتمام بتشخيص هذه الحالة ومعالجتها مبكرا في أغلب دول العالم. هل من أسباب للمثانة النشطة؟ - هناك أسباب عدة لهذه المشكلة وأعراضها منها على سبيل المثال.. التهابات قناة مجرى البول، أو التهابات المثانة المتكررة، أو الإصابة الجرثومية للجهاز البولي، أو ضعف عضلات الحوض نتيجة للولادة المتكررة والتقدم في العمر، وكذلك فإن الأغذية الحريفة المهيجة تعد أحد الأسباب للإصابة بأعراض المثانة النشطة، وكذلك وجود التهابات فطرية بالمهبل بصورة متكررة. ومن المعروف أن الإحساس بالحاجة الملحة للتبول ترتبط بنوعية الطعام التي نتناولها، أو كيفية التفاعل مع الضغوط النفسية والعصبية، أو النظافة العامة للجهاز التناسلي، وما يحدث في حالة الإصابة بأعراض المثانة النشطة هو تكرار حدوث انقباضات لا إرادية لعضلة المثانة تؤدي إلى فقدان السيطرة على عملية التبول حينما ينتاب الشخص الإحساس بالحاجة للتبول، وهذا بالطبع يؤدي إلى قلق مستمر طوال اليوم مثل.. انفلات البول والإحساس بالبلل وزيادة عدد المرات التي يذهب فيها الشخص إلى دورة المياه. كن دقيقا في وصفك للأعراض يجب الإشارة هنا إلى أن هذه المشكلة هي مشكلة طبية ويمكن علاجها بطرق مختلفة ويجب عدم اعتبارها مظهر طبيعي لتقدم السن، ولعلاج هذه المشكلة يجب تشخيص الحالة أولاً بدءا من التحدث مع المريض عن وجود أية مشكلة خاصة بالتبول ووصف أعراضها الذي يعتبر أمرا محرجا نوعا ما لبعض الأشخاص، وكلما كان المريض واضحا ومحددا في وصفه للأعراض والمشاكل التي تنتج عن هذه الأعراض كلما كانت فرص العلاج أفضل بكثير، لذلك يجب التأكد من وصف الأعراض التالية للطبيب بصورة واضحة: - عدد مرات دخول دورة المياه بغرض التبول في خلال 24 ساعة. - عدد مرات الإحساس بالبلل في خلال 48 ساعة. - عدد مرات الإحساس بالحاجة الملحة للتبول. وجميع هذه الأعراض قد تؤدي إلى حدوث اضطراب في العديد من الأنشطة اليومية للشخص، لذا يجب سرد تأثير هذه الأعراض على نشاط الشخص اليومي. لذلك فبمجرد بدء الحديث عليك الإفصاح عن كل ما يتعلق بالمشكلة مهما كانت بسيطة من وجهة نظرك كمريض حيث إن ذلك يساعد الطبيب على اختيار العلاج المناسب. الغذاء الأمثل لحماية المثانة هناك بعض الأطعمة والمشروبات قد تؤدي إلى تهيج المثانة مثل.. القهوة والشيكولاتة ومشروبات الصودا، والحمضيات مثل البرتقال والجريب فروت والليمون، والمواد الحريفة والفلفل الحار والكحوليات، لكن على الجانب الآخر هناك بعض الأغذية والمشروبات يستطيع الشخص الذي يعاني من أعراض المثانة النشطة تناولها مثل.. الكانتالوب والتفاح والماء وعصير التوت والخروب والريحان والشبت. فوائد العلاج استخدام الأدوية الفعالة يؤدي إلى تقليل الأعراض المقلقة بدرجة ملحوظة بنسبة 80%، ولتحقيق أقصى استفادة من العلاج يجب على كل شخص الالتزام بالجرعة اليومية للعلاج حتى مع حدوث تحسن بالعلاج ويجب عدم التوقف عن استخدام العلاج إلا بعد استشارة الطبيب. ويجب ملاحظة أن النيكوتين له تأثير سلبي على عملية التبول، ويساعد على ظهور الأعراض، لذلك فالإقلاع عن التدخين يساعد في علاج أعراض التبول المقلقة المرتبطة بالمثانة النشطة، كما أن الوزن الزائد يؤدي إلى حدوث الأعراض، أما الرياضة فتساعد على تحسن الأعراض وزيادة فرص نجاح العلاج، والله هو الشافي. د. أيمن البحطيطي استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة