عُقد في دبي مؤخراً، تحت رعاية دائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي، المؤتمر الثاني للجمعية العربية للتحكم البولي وذلك بالتعاون مع الجمعية الدولية للتحكم البولي. وعلى هامش المؤتمر، نظمت ندوة علمية عن أحدث طرق «التشخيص والعلاج الطبي للمثانة النشطة». وبدأ الأستاذ الدكتور شريف مراد رئيس الجمعية العربية للتحكم البولي وأستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية بكلية طب عين شمس، بالحديث حيث أكد على أن المثانة النشطة تعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً. حيث أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من الرجال والنساء مصابون بهذا المرض لدرجة أنه يزيد على نسبة الإصابة بداء السكري، ويعادل نسبة حدوث الجيوب الأنفية. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية يعاني حوالي أكثر من 33 مليون شخص من المثانة النشطة. ثم استعرض أعراض المثانة النشطة وهي الحاجة الملحة للإسراع بالتبول دون سابق إنذار والتبول المتكرر أثناء اليوم بالإضافة إلى عدم التحكم في البول مما قد يؤدي إلى البلل. وأن عدم علاج المثانة النشطة يؤدي إلى معاناة المريض باضطرابات مستمرة في عملية التبول، وعلى رأس هذه المشاكل زيادة عدد مرات التبول أثناء النهار، والاستيقاظ مضطراً بالليل من أجل التبول، مما يؤدي إلى ارباك الحياة اليومية للمريض بصورة مزعجة، وتمتد الأعراض لتصل إلى عدم التحكم والسيطرة على عملية التبول حتى الوصول إلى أقرب مكان، ويصاحب ذلك انفلات بعض نقاط من البول. وعلق الأستاذ الدكتور شريف مراد بقوله: «على الرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بالمثانة النشطة، إلا أن معدلات الإصابة الحقيقية بهذا المرض من الممكن أن تفوق المعدلات التي سُجلت حتى الآن بكثير وذلك لأن نسبة كبيرة من المرضى لم يتم تشخيصهم حتى الآن ومن هنا يتضح أهمية دور الطبيب المعالج في تشخيص هذا المرض بدقة. بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من المرضى لا يعلمون أن هناك عقاقير فعالة لعلاج أعراض المثانة النشطة وبالتالي لا يلجأون إلى استشارة الطبيب. ونسبة قليلة من المرضى يخشون العلاج الجراحي أو الأعراض الجانبية الشديدة للعقاقير القديمة ولا يعلمون أن هناك عقاقير حديثة نسبة الأعراض الجانبية معها تقل عن تلك التي تصاحب العقاقير القديمة». وأضاف الأستاذ الدكتور مراد أن المثانة النشطة تصيب كل من الرجال والنساء ولكن تزيد نسبة الإصابة بانفلات بعض نقاط من البول في النساء أكثر من الرجال. ولا ترتبط المثانة النشطة بسن معين، ولكن بالطبع تزيد مع زيادة السن، وتزداد الحالة صعوبة خصوصاً عند الرجال في حالة وجود تضخم أو ضغط لغدة البروستاتا على قناة مجرى البول، حيث تزيد الأعراض في صورة تقطع للبول وعدم الإحساس بإفراغ المثانة وزيادة الفترة الزمنية للتبول. وفي هذه الحالات يتم العلاج باستخدام عقاقير مثبطات مستقبلات الالفا مثل عقار الدوكسازوسين لعلاج تضخم البروستاتا مع مضادات مستقبلات المسكارين لعلاج المثانة النشطة. ثم علق الأستاذ الدكتور أرتيباني سكرتير عام الجمعية العالمية للتحكم البولي وأستاذ المسالك البولية العالمي بايطاليا، على أن من أهم الأعراض الرئيسية للمثانة النشطة هي الحاجة الملحة للإسراع بالتبول دون سابق إنذار والتي تسبب للمريض عدة مشاكل فهي محرجة له مما قد يجعله لا يفكر في استشارة الطبيب. وإضافة إلى ذلك فهي تقيد حريته وتأثر تأثيراً سلبياً على حياته. ولقد أضاف الأستاذ الدكتور أرتيباني على أن أسباب الحاجة الملحة للإسراع بالتبول دون سابق إنذار التي تصيب مريض المثانة النشطة قد تكون لها علاقة بالأعصاب أو بالمثانة نفسها. وأن الأبحاث العلمية في هذا المجال أثبتت دور العقاقير المثبطة لمستقبلات المسكارين الفعالة في المثانة النشطة وأنها ليست فقط أداة تساعد على تراخي المثانة فحسب ولكنها تخفض بفعالية الحاجة الملحة للإسراع بالتبول دون سابق إنذار وآمنة مما يفسر التحسن السريع الذي يحدث لمريض المثانة النشطة.