لقد أصابني الذهول والانزعاج في نفس الوقت وأنا أشاهد وأسمع المستشار في خدمة المجتمع ووساطة الزواج في منطقة الخليج العربي الأستاذ خالد الهميش من خلال اتصال هاتفي في البرنامج التليفزيوني (نوافذ) الذي تبثه قناة (الإخبارية- السعودية) في معرض حديثه عن ارتفاع مستويات العنوسة في الخليج العربي بصورة عامة, وفي المملكة العربية السعودية بالذات, حيث أثبتت دراسة أعدت مؤخرا -لم يكشف الهميش عن مصدرها- يوجد ما يقارب (المليون ونصف المليون) فتاة تجاوزن سن الثلاثين من العمر, وهو العمر الذي يعتبره المتخصصون في مسائل الزواج بوابة واسعة لعنوسة الفتاة. وأكد الأستاذ الهميش في ذات الاتصال بأن العاصمة الرياض تعتبر هي المنطقة الأولى التي تبلغ نسب العنوسة فيها إلى مستويات قياسية مقارنة بمدن أخرى في السعودية أو في منطقة الخليج العربي. وشدد الهميش على أن غلاء المهور وإعراض بعض أولياء الأمور عن تزويج بناتهم لأي سبب يخالف الشريعة الإسلامية هو (معول الهدم الأول) في سبب ارتفاع العنوسة في المملكة. حتى مضي الهميش يقول إن مقولة: «ريال وشيمة الرجال», التي يلجأ لها بعض أولياء الأمور, تعتبر من شيم النبلاء الذين يبحثون بالفعل عن الرجال في ظل انعدام المسؤولية لدى بعض الشباب الذين اتضح جليا عدم قدرتهم على تحمل مسؤولية الزواج كما وكيفا». نحن لا ننكر أن هناك مبادرات من بعض أولياء الأمور لمواجهة العنوسة, فمثلا في خطوة استثنائية تهدف إلى مواجهة مظاهر البذخ والمغالاة والتفاخر بمهور الفتيات, قرر المواطن السعودي (أحمد الغامدي), المقيم في إحدى قرى منطقة الباحة في جنوب المملكة, أن يزوج ابنته مقابل مهر رمزي قيمته (خمسة ريالات فقط). وفسر أحمد الغامدي موقفه هذا قائلا: «حرصت على اختيار زوج مناسب لابنتي, فيه من الصفات الحميدة ومكارم الأخلاق ما يجعله قادراً على إسعاد ابنتي وتكوين أسرة سعيدة بإذن الله». والآن جميعنا اطلع على إعداد العوانس في المملكة, وعرفنا تقريبا أسباب العنوسة وكذلك اطلعنا على بعض الخطوات التي سلكها بعض أولياء الأمور لمواجهة خطر العنوسة التي تداهم بناتهم, ولكن السؤال الذي أطرحه عليكم جميعاً، ما هي الحلول؟ في اعتقادي ونظري أن هناك حلاً واحداً فقط -هو الأول وهو الأخير- أن يتبني والدنا وقائدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الذي سبق وأن تدخل في وضع العديد من المشاريع والمبادرات الخيرية والإنسانية, وكانت نتائجها ناجحة (100%). أقترح بمبادرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- باسم (مبادرة مكافأة الزواج), وتكون هذه المكافأة بمقدار (100) مائة ألف ريال, تقدم لكل شاب أو شابة, لم يسبق لهما الزواج, ويكونا قادرين على الزواج من الناحية النفسية والصحية والبدنية والعقلية - بحيث تشكل لهذه المبادرة لجنة مخلصة وصادقة لحل مشكلة العنوسة في بلادنا الغالية, والتي هي مشكلة حلها الوحيد في يد أبي متعب -أطال الله في عمره- آمين. [email protected]