مع التزايد المضطرد والانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، حدثت تغيرات كبيرة في طرق سير وتبادل المعلومات ومتابعتها، مما كان له أثر كبير على أساليب الحياة اليومية للعامة ، حيث أصبحت المواقع الاجتماعية مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«لينكد إن» و«يوتوب» وغيرها من أهم وسائل التفاعل على المستوى الفردي والجماعي. وقد شهدنا جميعا العام الماضي ومطلع هذا العام تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي ، حيث أصبحت أحد الأدوات الأكثر تأثيراً في الحراك الاجتماعي والثقافي والأنماط المجتمعية. بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تأخذ منحى أكبر من ذي قبل وأصبحت محل اهتمام من قبل الأفراد والمؤسسات العامة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وكذلك المنشآت الأكاديمية. وفي كل يوم تتطور تلك الوسائل في استخداماتها وتطبيقاتها. وجاءت هذه التغيرات أيضاً بالتزامن مع ارتفاع أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص «فيسبوك» و«تويتر»، لتصبح بذلك ظاهرة بين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية. وأظهر التقرير الأول حول الإعلام الاجتماعي في العالم العربي الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية، ارتفاع العدد الإجمالي لمستخدمي موقع «فيسبوك» من العرب ليصل إلى 21.3 مليون مستخدم في ديسمبر من العام الماضي. واستمر هذا النمو المطّرد في أعداد المستخدمين ليبلغ 27.7 مليون مستخدم في ربيع العام الحالي، ليسجل بذلك نموا بمعدل 30 % في غضون نحو ستة أشهر، وفق الأرقام الصادرة عن التقرير العربي الثاني للإعلام الاجتماعي. وعلى الرغم من الفوائد العديدة لوسائل التواصل الاجتماعي للجميع، الا أنه كذلك لوحظ كثرة إساءة إستخدامها من قبل بعض ضعاف النفوس من خلال انتحال شخصيات معروفة والتحدث باسمها، حيث انتحلت شخصيات أمراء وكبار مسؤولين وشخصيات دينية وإعلامية ورياضية وفنية مشهورة مما سبب لهم حرجا كبيرا أمام الرأي العام، ولعل ذلك من عيوب تلك الوسائل، حيث سهولة التسجيل بها، وفي تصوري أن مثل ذلك الأمر لن يستمر سواء من خلال تلك الوسائل أو من خلال الجهات المعنية في الحكومات. والنصيحة لكل من انتحلت شخصيته أن يتواصل مباشرة مع الوسيلة التي وضع فيها اسمه والطلب منهم إيقاف الحساب الوهمي له ومن ثم اللجوء للجهات االمعنية من أجل تسجيل واقعة انتحال الشخصية والتي بحسب نظام الجرائم المعلوماتية تعد جريمة معلوماتية يعاقب عليها القانون.