تقتصر المشاركة في مسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب العربية على 10 منتخبات فقط من أصل 21 دولة مشاركة في الألعاب. ويغيب عن المسابقة بشكل خاص منتخب مصر بطل النسخة الماضية، التي استضافتها القاهرة؛ ما يترك الاحتمالات مفتوحة أمام الجميع للحلم بالحصول على أغلى ميدالية في الدورة، التي تختتم بها الألعاب عادة بعد التوزيع الأخير للمنتخبات على خلفية تخلف البعض أو انسحاب البعض الآخر. وقد حاول المنظمون ثني الاتحاد المصري عن قرار عدم المشاركة بالمنتخب الأول، لكن حتى مشاركة الأولمبي المطعَّم الموعودة طارت مع المغرب اللذين يشاركان في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012. وعلى هذا الأساس كثرت حظوظ منتخبات قطر والعراق والسعودية والكويت والأردن، لكن توزيع المنتخبات سيؤهل واحداً منها على حساب الآخر في كل من المجموعتين الأولى والثانية، بينما يعتبر المنتخب الأردني الأوفر حظاً لخطف البطاقة الثالثة. ورست المناقصة الأخيرة بعد انسحاب سوريا والصومال على توزيع المنتخبات على النحو الآتي: - المجموعة الأولى: قطر والعراق والبحرين - المجموعة الثانية: السعودية والكويت وعمان - المجموعة الثالثة: ليبيا والأردن والسودان وفلسطين ويتأهل أول كل من المجموعتين الأولى والثانية إلى نصف النهائي، إضافة إلى أول وثاني المجموعة الرابعة؛ لأنه لن يكون بالإمكان إقامة ربع النهائي وزيادة عدد المباريات وبالتالي الحظوظ. وستكون المنافسة ثلاثية بشكل جدي على بطاقة واحدة في المجموعتين الأوليين، في وقت تزداد فيه فرص التأهل في الثالثة كونها تضم 4 منتخبات تتنافس على بطاقتين؛ ما أثار بعض الاحتجاجات، وخصوصاً من الجانب العراقي، لكن لم يتم الأخذ بها؛ فبقي البرنامج على حاله. ولا تعرف كرة القدم كبيراً؛ فهي إضافة إلى أنها لعبة الاجتهاد والتصميم فهي أيضاً لعبة الحظ في بعض الأحيان؛ فلا يمكن استبعاد أي منتخب من المنافسة حسب المنطق، وهو ما يعول عليه أنصار المنتخب الفلسطيني الذي تغلب قبل يومين ودياً على نظيره البحريني القوي والمرشح (1-صفر). علماً بأن الأخير هو مرشح دائم بصرف النظر عن نتائجه في الآونة الأخيرة. وفي كل الأحوال، تتميز منافسات المسابقة بنكهة مونديالية؛ لوقوع المنتخبات الساعية إلى الدور الرابع الحاسم من تصفيات آسيا المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل مع بعضها بعضاً، وتحديداً في المجموعتين الأولى والثانية. وتتنافس قطر والبحرين على البطاقة الثانية في المجموعة الآسيوية الخامسة بعد أن ضمنت إيران البطاقة الأولى، بينما قد تتجدد المواجهة بين العراق والأردن إذا تأهلتا معا إلى نصف النهائي. علماً بأنهما تأهلا معاً إلى الدور الرابع من تصفيات المونديال. وفي السياق ذاته ستتجدد المواجهة بين السعودية وعمان في المجموعة الثانية، وهما المتنافستان على البطاقة الثانية في المجموعة المونديالية الرابعة بعد أن تعادلتا قبل أقل من شهر صفر-صفر في التصفيات الآسيوية. ويقص المنتخبان القطري والبحريني شريط المسابقة اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى بعد أن استعد كل منهما على طريقته الخاصة، وأخذ جرعة تدريبية على ملعب المباراة (استاد جاسم بن حمد في نادي السد). ومن الطبيعي أن يضع كل مدرب الخطة المناسبة للخروج بنقاط المباراة الأولى التي ستعطيه دفعاً معنوياً في المواجهة الثانية الأخيرة له؛ كون المجموعة تضم 3 منتخبات، وخصوصاً أن كلاً منهما حفظ الآخر عن ظهر قلب؛ لأن المواجهة الأخيرة بينهما (صفر-صفر) تعود إلى منتصف نوفمبر، أي أقل من شهر في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة في الدور الثالث من تصفيات آسيا المؤهلة إلى أولمبياد 2014 في البرازيل. وبالتأكيد سيعتمد البرازيلي سيباستيو لازاروني، الذي يؤكد تصميمه على إحراز اللقب، خطة هجومية تجعله يدفع بمهاجم ثان صريح إلى جانب سيباستيان سوريا مع تفعيل خط الوسط بلاعبين من أصحاب النزعة الهجومية في غياب لاعبي السد بطل آسيا الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب؛ لمشاركتهم مع ناديهم في بطولة العالم للأندية في اليابان إلى 18 الحالي. من جانبه، ورغم خسارته الأخيرة أمام نظيره الفلسطيني، من المرجح أن يخوض البحريني المنافسات بروح ومعنويات بطل الخليج على أمل الارتقاء ليصبح بطل العرب. ومن الطبيعي أيضاً أن تنطلق تصريحات تشجيعية من هنا وهناك عشية المباراة بهدف زيادة الحماس بين اللاعبين، ويختصرها تصريح لحارس منتخب قطر الأساسي قاسم برهان أكد فيه جهوزية الجميع لهذا الحدث وتحقيق الفوز في أول مباراة؛ «ليكون دافعاً قوياً لمواصلة المسيرة حتى النهاية».