ها نحن نودع عاما مضى بأفراحه وأتراحه، عاما حدثت فيه من الأفراح والمصائب، عاما فيه ودعنا وفيه استقبلنا، عاما فيه حققنا آمالنا وبعضها لم يسع الوقت لتحقيقها وكما قال الشاعر: كفى واعظاً للمرء أيام دهره تروح له بالواعظات وتغتدي لا بد للمرء أن يتعظ ويتدبر بما حصل له من إساءة أو تقصير أو غيرها من أفعالنا السلبية التي بحق لم نلق لها بالاً، إن تحقيق الأهداف مطلب لكل شخص يسعى لتطلع مستقبله المشرق الوضاء المليء بالإنجازات النافعة، ومع نهاية كل عام يفتح سجله ويطلع هل هناك أهداف حققتها أم لا. لتجعل سنوات عمرك القادمة أفضل سنوات عمرك التي بإذن الله ستنجز فيها كثيراً من أعمالك المفيدة للمجتمع ويمكن أن تؤدي إلى رقي شخصك ولمجتمعك. ولكن قبل أن نبدأ بمشوار الألف ميل علينا أن نضع أموراً في الحسبان وهي: - التوكل على الله في أي عمل نقوم به واليقين التام بأن الله سيسهله لك ما دمت مراقباً نفسك في العمل الذي تقوم به. - لا تحصر أعمالك وأهدافك أن تكون كلها مثلاً في هذا الشهر أو هذا العام لا بد أن تكون الأهداف متزنة ومخطط له مستقبلاً ومع مجاهدة النفس. - لا تجعل أهدافك في شهر معين مثلاً أن تقول سأترك التدخين في شهر رمضان ابدأ من الآن، واعلم بأن الله معك، وجاهد نفسك على ترك هذه الآفة الخطيرة أو غيرها من العادات السيئة. - غير نفسك وطورها إلى الأفضل وكما قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. - اعلم أن تحقيق أهدافك يوفر لك الكثير من الوقت، وفي هذا قصة أن أحد العرب أوقف رجلاً من السلف وهو في الطريق وقال له الشيخ إن كنت قادراً لإمساك الشمس والقمر لاستمعت وتحاورت إليك فانظر قيمة الوقت لدى هؤلاء العباقرة. - ثق بنفسك وقدراتك، فأنت من يستطيع أن يقود نفسك إلى المستقبل المشرق بإذن الله تعالى. وفي الختام أحبتي أسأل الله لي ولكم التوفيق والنجاح فأنتم رجال الغد وبنات المستقبل المشرق بإذن الله. دمتم بخير.