بهدوء وبعيدا عن التعصب والتشنج.. فالهلال لم يكن عاطفيا في تعاطيه مع صفقة سعد الحارثي لاعب النصر سابقا والهلال اليوم.. فالصفقة التي ربما لم ترق لبعض الهلاليين صفقة منطقية بكل المقاييس وفق رأيي المتواضع.. فالهلال حسبها جيدا فهو سيخسر خدمات المغربي يوسف العربي 7 مباريات من مباريات الدور الثاني لدوري المحترفين وكأس ولي العهد بالإضافة إلى أن الصفقة لم تخسر الهلال ملايين كما خسر في الموسم الماضي على الثنائي فيصل الجمعان ووليد الجيزاني.. فمبررات التعاقد مع الحارثي منطقية واحترافية في ظل شح المهاجمين السعوديين الجيدين وغياب العربي، وبالتالي ليس من المناسب لفريق قوي ومنافس أنه لا يوجد لديه في قائمته سوى مهاجمين اثنين وهما عيسى المحياني ويونج بيو في ظل غياب العربي .. ولو تحدثنا عن سعد كلاعب كرة قدم فلا يمكن أن نتجاوز أنه لاعب لديه إمكانات ممتازة، وكان رقما مهما في خارطة النصر والمنتخب الأول فقد كان أحد العناصر في التأهل لمونديال 2006 وكان لاعبا هاما في منتخب 2007 بإندونيسيا وقدم موسما رائعا في العام 2008 م مع النصر رغم أنه لم يحقق مع فريقه السابق أي بطولة.. بعد ذلك انخفض مستوى اللاعب بعد إصابته بالرباط الصليبي، ولكن المهم لدى الهلاليين أنه متواجد بشكل مستمر في تدريبات النصر سابقا وكان أحد اللاعبين المتواجدين في دكة البدلاء لفريقه السابق أمام التعاون قبل أقل من عشرة أيام وبالتالي فهو جاهز للعب مع الهلال متى ماكان الفريق في حاجته. الأمر الذي لا يمكن أن نتجاوزه في مسلسل البحث عن مستقبل الحارثي مع الهلال أن البيئة الجديدة التي سيجدها سعد في الزعيم ستكون مختلفة ومحفزة ليقدم نفسه بالشكل المرضي له ولعشاق فريقه الجديد بالإضافة إلى أن العناصر التي ستكون بجانبه في الفريق الأزرق بالتأكيد ستساهم في عودة سعد 2007 م فأن يكون صانع ألعاب فريقك بإمكانات الفريدي أو الدوسري عبدالعزيز أو إيمانا أو العابد فهذا بالطبع يعطي أفضلية للمهاجم الجيد .. وسعد إن هو أراد فسيعود لسابق عهده في ظل المعطيات المتاحة له مع كتيبة نجوم الزعيم... البعض يقول لماذا يفرط الهلاليون في ياسر القحطاني ويحضرون سعد الحارثي ؟ وهنا لن أكون في موقف المحامي عن إدارة الهلال ولكن وفق ما أرى أنهم لم يفرطوا في ياسر بل أنهم أستفادوا وأفادوا في إعارته للعين الإماراتي فالهلال حصل على حوالي 10 ملايين ريال من الصفقة وياسر حصل على حوالي خمسة ملايين وتبقى من عقده مع الزعيم ثلاث سنوات يعود بعدها للفريق الأزرق.. ولو لم يرحل ياسر وهو الذي قد طلب من الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد الرحيل لربما بقي دون راحته النفسية وبالتالي لم يقدم ما يرضيه ويرضي عشاق فريقه رغم إيماني الكبير بما يملكه النجم الكبير من إمكانات.. هنا أبارك لإدارة الهلال الصفقة المنطقية فإن نجح الحارثي فسيكون في ذلك أمر مفرح للهلاليين ومحبي النجم الخلوق وإن كانت الثانية فالهلال لم يتكبد خسائر مادية تجعله يعض أصابع الندم.. أخيرا بالتوفيق للنجم الخلوق في معقل الزعماء .