فاصلة: ((ما نبحث عنه نجده، ما نهمله يفوتنا)) - حكمة يونانية - غالباً زامر الحي لا يطرب، وقد اعتاد المبدعون أن يكرّموا خارج بلادهم لكن أن يطرب زامر الحي بصوته النشاز بينما لا يطرب الصوت الطروب فهذه كارثة. «بسّام البريكان» سمعت بهذا الاسم في المرة الأولى عندما انضم الى نادي الاعلاميين السعوديين بريطانيا كإعلامي مبتعث لدراسة الإعلام ثم حضرت له محاضرة في مهارات الإخراج فوجدت محترفا أكثر منه طالباً، ثم بعد ذلك قرأت عنه مقالا للأمير بدر بن سعود في جريدة عكاظ بعنوان (بسام..عقاد السعودية القادم) وتكلمت عنه إحدى صحفنا المحلية في خبر بسيط مليء بالأخطاء المعلوماتية العام الماضي عندما حضر لمقابلة نواب في البرلمان البريطاني ومعه مجموعة من المتفوقين في جامعاتهم.. دون إشارة إلى أن «بسام» رشح كأفضل طالب أجنبي في مقاطعة «ساسكس» وكان ممثلا لجامعات جنوب بريطانيا، والعربي الوحيد بين 12 طالبا غير بريطاني وقع عليهم الاختيار، وكانوا من أمريكا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا وشرق آسيا، والغرض من الترشيح تقديمهم كنماذج في جلسة المجلس الخاصة بقانون «تقنين الفيزا» للطلبة الأجانب. لكن هذا ليس كل شيء فقد حصل بسام قبل أسابيع على جائزة المركز الثالث في المهرجان الطلابي الفرنسي «فيدي» عن فيلم بعنوان (الانتحار) وقد رشح فيلمه من قبل جامعته لدخول هذه المهرجان ولم تنشر الصحف شيئا عن الطالب المبدع وكان «البريكان» قبل ذلك قد حصل على جائزة المركز الثالث لأفضل إخراج على مستوى الطلاب الدوليين في الجامعات البريطانية عام 2010 بتخصص الإخراج التلفزيوني بفيلم تحت عنوان (الساحة) وأول جوائزه كانت جائزة المركز الأول لأفضل فكرة فيلم على مستوى مقاطعات الجنوب البريطاني عام 2007 بعنوان (قل لا للمخدرات) «البريكان» درس بكالوريوس الإعلام الجماهيري والإخراج التلفزيوني في جامعة «أوريغون» الأمريكية، وأضاف إليه بكالوريوس آخر في الإخراج السينمائي من جامعة «ساسكس» الإنجليزية، وحصل على الماجستير في النظريات والممارسات الإعلامية، وفي طريقه لدراسة الدكتوراه، ومع ذلك لم تمنعه الدراسة من حصد جوائز عالمية لكنه لم يكرّم مرة واحدة من أي جهة ثقافية أو إعلامية لدينا. إننا نقترف خطأ فادحا حينما نهمل المتخصصين الدارسين إذا كانوا موهوبين لنحتفي بمن لديهم موهبة دون دراسة في تخصصات لا تقبل الموهبة فقط فهناك شروط مهنية وعلمية لا بد من توافرها للعمل الإعلامي خاصة في زمن العلم والتخصص الأكاديمي.