بعد رحلة عطاء طويلة حافلة بالإنجازات والحركة النشطة الدؤوبة التي لا تعرف الكلل من أجل بناء لبنة تضاف لصرح الوطن الشامخ، رحل عنا في هدوء الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن رحمه الله إلى دار البقاء راضياً مرضيا، وبعد ان اطمأن أنه يلقى وجه رب العزة والجلال منشرحاً باسماً، لسيرته الحسنة وعطائه المتوصل بغير انقطاع، وضارباً المثل والقدوة للانسان الصالح الصادق مع نفسه ومع الناس، ورجل الأعمال الأمين المجد والمثابر والساعي للنجاح من أول طريق وخطوة خطوة دون قفز أو تعجل، ورجل الخير الذي يعطي سخياً دون منٍّ أو أذى ودون أن تعلم شماله ما تنفق يمينه مرضاة لله وطلباً لحبه سبحانه. واذا كان رحيل الشيخ عبدالعزيز قد اصاب ذويه وأبناءه ومحبيه بالخسارة الفادحة فان المصيبة لدى عارفيه من رجال الاعمال وعلى الاخص بمنطقة الرياض والغرفة التجارية الصناعية بالرياض لا تقل فداحة عما اصاب ذويه، فلقد كان الفقيد رحمه الله معلماً للكثير من اجيال رجال الأعمال الذين تعلموا منه فنون هذا الميدان الواسع الآفاق ولا تحده حدود إلا حدود القيم والأمانة والنزاهة. أما عن دوره كواحد من الرعيل الأول الذين بذلوا الغالي والنفيس من جهدهم وعطائهم ووقتهم وفكرهم لتأسيس هذا الصرح الكبير الذي نفخر ونعتز به وهو الغرفة التجارية الصناعية بالرياض التي وقف الشيخ مع نفر من الرجال المخلصين لكي يجعلوا منها حقيقية نابضة على الأرض بعد أن كانت حلماً يراودهم، وبدأت غرفتنا العريقة بفضل جهود الرجل وزملائه في غرفة داخل عمارة، قبل أن تتحول إلى هذا الصرح العملاق الشامخ في شارع الضباب والذي لا يخدم فقط رجال الأعمال والتجار انما يقف كدعامة قوية لاقتصادنا الوطني بما تقدمه الغرفة من بحوث وانشطة ترمي لاثراء واقعنا الاقتصادي، وتناقش كل ما يواجهنا من مشكلات، وتقوم بكل ما يسهم في اداء رجال الأعمال لمسؤولياتهم في خدمة الاقتصاد الوطني على النحو الذي يرتضيه منهم الوطن. ما أجدر رجال الأعمال أن يتمثلوا تجربة هذا الرجل الثرية ورحلة عطائه الطويلة الحافلة بكل جوانب الاشراق والصدق والاخلاص، وما جمع من حسن الخصال وكريم المناقب وخير الخلق وكل صفات ما أحرى الجميع للتخلق بها. رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن واسكنه فسيح جناته وانزله منازل الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً، وجزاه عن وطنه واهله وذويه ومحبيه خير الجزاء لقاء ما قدم من جهد وعطاء، وألهم الجميع الصبر والسلوان لفقده. وبالاصالة عن نفسي ونيابة عن مجلس ادارة غرفة الرياض ومجتمع رجال الأعمال كافة أتوجه إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يعوض وطنه وأهله ومحبيه خيراً وان يجمعنا به في مستقر رحمته. وإنا لله وإنَّا إليه راجعون. عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض