هل جربت يوماً أن تتداول مفردات لغوية.. وتعتمد عليها في تحبير زاويتك، وكتابة مقالاتك.. وفي تأليف كتبك..؟؟ هل جربت أن تتداول مثل هذه المفردات اللغوية وأنت تعي يقيناً معناها ومدلولها، وتجيد وضعها في مكانها الصحيح من الجملة.. ولكن عندما يطلب منك إعطاء معنى لغوي صحيح لها تقف عاجزاً.. معقود اللسان عن ذكر معنى وافٍ ضافٍ لها.. وأنت الذي لا تخطىء عندما تضعها في جملة وتضمنها حديثك.. فإلى ماذا نحيل هذا العجز..؟؟ وكيف تبرر جهلك الواضح للمعنى اللغوي للكلمة..؟؟ وكيف استطعت ان تتعامل بها في كتاباتك وخطاباتك وأحاديثك..؟؟ أسئلة شتى تصل بنا في النهاية الى عجزنا عن ايضاح السر في عدم تمكننا من الالمام بمعنى الكلمة في اللغة العربية الأم.. وما ذلك إلا لأننا على قطيعة تامة مع معاجم اللغة العربية.. فلا نقتطع من وقتنا سويعات نحاول فيها معرفة ما معنى كلمة «كذا».. وكلمة «كذا».. فنثقف أنفسنا ثقافة صحيحة، مكتملة.. وخير مثال على كلامي هي أسماؤنا التي تملكناها وأصبحت حقاً مشاعاً لنا فقط.. كم شخص يستطيع أن يخبرني ما معنى اسمه الذي سُجِّل في هويّته ويناديه الآخرون به؟؟.. وهذه معضلة في كوننا نتعامل بمفردات في داخلنا نعيها.. ونعجز عن ايصال معناها للآخرين.. أما منبع ارتشافنا لهذه المفردات والكلمات؟؟ فهي قراءاتنا ومطالعاتنا المتعددة.. فما بين قراءة كتاب.. الى رواية وقصة.. الى صحيفة ومجلة.. لنخلص من هذه القراءات بمخزون معرفي لكمٍّ من الكلمات استوعبنا معناها بدهياً وهي واقعة في الجملة .. ولكن هل حاولنا التوسع والابحار في المعنى اللغوي لها.. والمعنى المتعدد كذلك ونحن من لا يجهل بأن الكلمة بحر زاخر تحتمل أكثر من معنى ومدلول. وهنا وقعت معضلة أيضاً. لوأننا وقفنا أمام كل كلمة استرعت انتباهنا وأشبعناها بحثاً لاستطعنا أن نبتكر أو نكتشف مفردة جديدة تساويها في المعنى ولكنها نادرة التداول..!! فنتعامل بها ونستخرج المخزون اللغوي والمدفون في بطون المعاجم.. ولحمينا خلفيتنا المعرفية من التضارب الناتج عن جهل.. وأعني بذلك أن البعض قد يعترض على ورود مفردتين في آن واحد بحجة أنهما تحملان نفس المعنى فيرى أنه بالامكان الاكتفاء بواحدة مع الاستغناء عن الأخرى وعندما يسأل عن حجته في هذا الاعتراض ينعقد لسانه جهلاً وعقماً ثقافياً.. وهل أدل على ذلك من كلمتي «فيء وظلال» التي كثيراً ما يرى البعض أنهما تحملان ذات المعنى في حين أن المعاجم أكدت وبيّنت ان لكل منهما معنى خاص بها تنفرد به، ومختلف عن الآخر. فهل نولي لغتنا العربية الاهتمام الذي تستحقه ونغوص في مجاهيل سحرها.. أم ندعها حتى توشك أن تضمحل في غية المياه الراكدة..؟؟ [email protected] ص.ب 10919 الدمام 31443 فاكس/ 8435344 03