من يعود للبدايات الجميلة النقية ويتأملها بدقة المنصف سواء في الشعر، أو الصحافة أو غيرها يلمس هوة وبوناً شاسعاً في جوانب كثيرة لصالح «الأمس» على حساب «اليوم» في الشعر تحديداً ويفترض أن يكون التناسب طردياً وليس عكسياً؛ بمعنى أن يكون المال محفزاً لتسخير الإمكانات وعاملاً مساعداً (لا غاية والشعر وسيلته) ففي سلسلة مذكرات الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار -رحمه الله- وكذلك كتاب «رؤيتي الصحافية» لسعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك يلمس القارئ معاناة من أوجدوا الصحافة بمعناها الحقيقي الشامل رغم كل المعوقات، والتحديات، وأولها ضعف الموارد المادية أو ندرتها ومع هذا كان هناك حب كبير للمهنة قدّم عملاً وأسماء مهنية كبيرة بحجم عزم من بادلوا المهنة هذا الحب الكبير. وكذلك في الشعر قبل وجود (موضات أكثر شعراء الألفية الثالثة الجدد المالية) المتمثلة (بالالتفاف حول كل الأسباب للحصول على المادة) بعيداً عن جماليات (فن الشعر) وقبل وجود مغريات الضوء كان الشعر تقدمه أسماء كبيرة في الشعر ولأن ما في جعبة أصحاب هذه الأسماء كبير كأصحاب فكر وموقف ورسالة ومبدأ أبعد مدى بمراحل من كل أموال الدنيا خلّدهم شعرهم كالأمير محمد السديري وتركي بن حميد وراكان بن حثلين وخلف الأذن الشعلان وابن دحيم وابن صفيان وغيرهم -رحمهم الله- الذين كان الشعر بالنسبة لهم أكبر شأناً من النظرة المادية المحدودة لبعض الشعراء الجدد -للأسف- الذين سلَّعوا الشعر بطرق عديدة بعضها واضح كالمقابل المادي الذي يحصلون عليه لا لجودة شعر أكثرهم، بل لأن هناك من يخصّهم (لأسباب دون غيرهم) بهذا المقابل في بقع ضوء عديدة هذا من جهة ومن جهة أخرى ومن أجل المال أساؤوا لتاريخ الشعر ولطخوا سمعته بالبيع والشراء للقصائد واستحدثوا موضات مالية مخجلة بحق أنفسهم والشعر والأدلة ملء السمع والبصر. وقفة للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن: ما كل نصلٍ من ورى غمده حسام وش عاد لو هو بأفخر الدر مرسوم