قد يغضب الكثيرون من زملائي المعلمين وانا احاول الكتابة عن ظاهرة الغياب المتكرر لبعض المعلمين والذين لا يملكون اعذارا مقنعة لغيابهم سوى ان بعضهم لا يملك اكثر من جملة ليقولها لمدير مدرسته في اليوم التالي «آسف راحت علي نومه» والبعض يجدها فرصة للسفر دونما حاجة تضطره إلى السفر سوى رغبته في تغيير الاجواء العائلية فيجمع الثلاثاء والاربعاء مع نهاية عطلة الاسبوع. ان ظاهرة غياب المعلم اذا جاز لي تسميتها بالظاهرة وبدون عذر مقنع اضحت مقلقة ومزعجة الامر الذي جعل مديري المدارس يشتكون منها وما اكتوى والله بنارها الا ابناؤنا التلاميذ فغياب المعلم عن المدرسة في هذه الأيام ينتج عنه امور، سلبية لا حصر لها قد لا يعرفها من ليس لهم علاقة بالتعليم فغياب المعلم ليوم واحد يعني احداث ربكة في جدول واعمال المدرسة في ذلك اليوم، واضافة اعباء ثقيلة على بعض المعلمين لانهم سيقومون بإشغال حصص زميلهم بينما قد يكون البعض منهم لديه من الانشطة والواجبات المتعلقة بطلابه ما يكفيه عن تحمل اعباء جديدة تضاف اليه وغياب المعلم عن المدرسة يعني تأخره في المنهج وتعطيله لابنائه التلاميذ..فلديهم واجبات تحتاج الى متابعة والبعض حضَّر موضوعاته الجديدة واستعد للحصة والدرس وتلاميذ الصفوف الاولية اكثر فئة من مراحل المدرسة تتأثر، سلبا عند غياب المعلم اضف الى ذلك ما قد يحدث من فوضى داخل الصف وخارجه من قبل التلاميذ هذا اذا ما عرفنا بأن حصة الانتظار مع الاسف لا تستثمر كما ينبغي كاصطحاب التلاميذ الى مكتبة المدرسة او ايجاد منشط تربوي يعزز وجدانيات نتأملها في سلوكيات تلاميذنا على سبيل المثال: الذهاب بهم الى حديقة المدرسة والعمل على تنسيق اشجارها وتجميلها ومدير المدرسة كما تعلمون مطالب بالرفع عن المعلم الغائب والذي قد لا يعجبه العجب ولا الصوم في رجب عندما يحسم من مرتبه مقابل تغيبه بل البعض يرى ان الاجازة الاضطرارية حق مشروع له سواء كان هناك امر استدعى غيابه او لا يوجد فتجده يطالب بحساب ايام غيابه من الاجازة الاضطرارية وقد يدخل في جدال وخصام مع مديره ولا يأخذ بالسلبيات التي ترتبت على غيابه. كما ان بعض مديري المدارس قد يسهم بشكل غير مباشر في استمرار بعض المعلمين في الغياب وذلك حينما يتغاضى عن غيابهم وهذا يحدث حينما لا يقوم برفع اسماء الغائبين مما يخلق ايضا نوعا من الاشكالات لدى المعلمين الآخرين نظرا لما يرونه من تمايز في المعاملة من قبل مدير المدرسة والطامة الكبرى اذا كان مدير المدرسة او وكيله من اصحاب الغياب المتكرر وهم القدوة في مدارسهم. ان مسألة غياب بعض المعلمين ثم حصول الاكثرية منهم على تقارير طبية تفتقر الى المصداقية يجعلني وانا اعلم سلبيات غياب المعلم على المدرسة والطالب والخطة الدراسية اتساءل وبكل صراحة عن مصداقية التقارير الطبية والجهات التي تمنحها وعن الطريقة الصحيحة التي يجب ان تسلك للتأكد من صحتها مع رغبتي في ايجاد حلول تحد من تغيب المعلم بدون عذر مقنع ختاما.. يا اخوتي لابد ان نفهم ان غياب المعلم عن المدرسة يختلف جدا عن غياب الموظف عن عمله برغم ان الغياب عن اي جهة ما فيه تعطيل لمصالح عديدة، وفي القريب اعدكم بالجديد من الموضوعات التي تهمكم في مجال التربية والتعليم. محمد ابراهيم فايع خميس مشيط