التاريخ هو سجل حافزبحوادث الامم وتعاقب الحضارات وهو من ادوات الرصد الموثق للعظماء من الابطال والقاده الذين لايمكن لهذا السجل او غيره ان يغفل دورهم وتأثيرهم في محيطهم واممهم ورصد انجازاتهم، وتاريخ المملكة العربية السعودية وهي مهبط الوحي ومبعث الرسالة الخاتمة وتضم اعظم بقعتين مقدستين بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا التاريخ مليء بالعظماء والقادة الذين لايمكن ان يغفل عن دورهم العظيم في امتهم ومجتمعهم ومن العظماء والقادة الكبار ما اريد التحدث عنه في هذا المقال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه الملك فهد قاد امته في فترة تاريخية فريدة وفذة.. الملك عاش النقلة الحضارية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى.. التي وصلت اليها المملكة عاش فترة البناء، والتعمير، عاش فترة العلم وازدهاره واذا كانت المملكة في كل مدينة ومحافظة وقرية وهجرة شاهداً حياً على هذا الانجاز بطرقها ومزارعها وكهربائها ومدارسها ومعاهدها وجامعاتها واتصالاتها الدولية والمحلية وفي تخريج عدد كبير من حملة الدكتوراه والماجستير وسائر التخصصات العلمية والمهنية، كل ذلك وغيره دليل حي على عظمة الانجاز الذي تم في عهده الزاهر. واذا كانت المملكة بحمد الله اليوم وصلت الى ما وصلت اليه من تقدم حضاري وعلمي مع المحافظة على رواسخها العقدية وثوابتها الوطنية ومبادئها الاخلاقية والاسلامية فان ذلك وبكل المقاييس يعتبر شاهدا ودليلا عظيما على توفيق الله له يحفظه الله. الملك فهد قائد فذ وربان ماهر سار بسفينة البلاد في اعظم واحلك الظروف كل ذلك بتوفيق الله ثم بحنكته القيادية والسياسية الملك فهد حفر اسمه جيدا وعظيما في خدمة الاسلام ونشر تعاليمه والدفاع عن مبادئه واخلاقه ولعل اعظم انجاز له لم يمر عبر التاريخ مثيلاً له توسعة الحرمين الشريفين تلك التوسعة التي اصبحت حديث القريب والبعيد تلك التوسعة التي بهرت جميع من شرف وزار هذه الاماكن المقدسه، توسعة الحرمين رمز حضاري ودليل عملي كيف همة العظماء والقادة تظهر ذلك الانجاز في زمن قياسي ووفق احدث ماتوصل اليه العلم في فن التخطيط والانشاء والبناء، توسعة الحرمين هو عمل رباني اذ يسر على آلطائفين والركع والسجد اداء عبادتهم في يُسر وسهولة، وان شاء الله سيكون ذلك من المشاهد التي من رآها دعا دعوة صادقة من القلب ان يجزيه الله خير مايجازي به عباده الصالحين. الملك فهد حفظه الله قاد هذه الامة في امن ضرب اطنابه ربوع الوطن والامن مطلب عزَّ على كثير من الامم. الملك فهد رسّخ العمل الاسلامي المنظم عبر إحداث وزارة متخصصة اخذت على عاتقها رعاية بيوت الله وتجهيزها بما يليق بها و تهيئة الدعاة والائمة والخطباء واخذت على عاتقها رعاية قضايا الاسلام والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها. الملك فهد دعم العمل القضائي عبر اجهزته العديدة وتهيئة المحاكم والقضاة لينشروا العدل بين الناس وفق شعار هذه البلاد الخالد تحكيم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يدرس تاريخ القضاء في هذه البلاد يدُرك كم ارتقى الجهاز القضائي ليواكب تطور ونمو البلاد وحرصه حفظه الله على اصدار الانظمة المرعية كنظام المرافعات الذي بدأ تطبيقه ونظام المحاماة والنظام الجزائي ودعم القضاء بانشاء المجمعات الشرعية والمباني اللائقة واعداد المخططات التي سترى النور القريب في انشاء مجمعات شرعية تليق بمكانة القضاء والقضاة. الملك فهد قاد العمل الانساني ومساعدة المحتاجين في صور لايعرفها كثير من الناس عمل يتكرر في كل صباح ومساء من إغاثة الملهوف وقضاء دين معسر وادخال البسمة على الارملة واليتيم وفي اطلاق سجين وفي بناء بيوت الله وتعميرها سواءً في داخل المملكة او خارجها. ان مرور عشرين عاما على تولي هذا القائد العظيم وما صاحب هذه الفترة التاريخية من تاريخ المملكة العربية السعودية ليعتبر ماتحقق من انجاز اعظم دليل على توفيق الله لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وانني اذ اسطر ما أشرت اليه لادرك كم انا عاجز على ان اوفي هذه الفترة حقها من الاشادة والانجاز ولكنني اقول واكرر ان ابناء هذه البلاد واحفادها وكل من عاش في ترابها واستمتع بخيراتها لسان حاله يتوجه بالدعاء للمولى العلي القدير ان يجزيه على ماقام به خير الجزاء وان يمتعه بالصحة والعافية وصدق الله العظيم «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» والقائل «من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نخبة ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا» وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل «طوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر والله ولي التوفيق والهادي الى سواء السبيل».