على الرغم من التوقعات من ان القصف الأمريكي سيتراجع بعد التقهقر الكبير لقوات طالبان فقد سقط العشرات من الناس قتلى بسبب غارات الطائرات الأمريكية على انحاء عديدة من أفغانستان في وقت أفادت فيه أنباء ان أسامة بن لادن موجود في شرق البلاد وهي المنطقة الاكثر تأثرا بالقصف الجديد. وقالت طالبان ان بن لادن لم يعد موجودا في المناطق التي تقع تحت سيطرتها كما أكدت الحركة نبأ وفاة أبو حفص أحد قادة تنظيم القاعدة.قالت وكالة الأنباء الاسلامية الأفغانية أمس الاحد ان الغارات الأمريكية على مدينة خوست الأفغانية الشرقية حيث توجد العديد من معسكرات أسامة بن لادن التدريبية اسفرت عن 62 قتيلا في مطلع الاسبوع. ونقلت الوكالة ومقرها باكستان عن مصادر في أفغانستان قولها ان هدف الغارات كان المولوي جلال الدين حقاني وزير شؤون القبائل في حركة طالبان الذي هوجم منزله ومدرسته الدينية في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة. واضافت انه من بين القتلى 34 طالبا قتلوا في المدرسة. وقتل في غارات يوم الجمعة أيضا 19 عضوا من عائلة واحدة في قرية جانيخيل الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوبي خوست عندما سقطت قنبلة على منزلهم مما أسفر عن مقتل نساء واطفال. وقتل تسعة آخرون من نفس القرية ليرتفع اجمالي القتلى في المنطقة الى 62 قتيلا في ليلة واحدة. وخوست في اقليم بكتيا الواقع على الحدود مع مناطق القبائل الباكستانية كانت هدفا للقصف لأن الولاياتالمتحدة تعتقد ان ابن لادن أقام العديد من معسكرات القاعدة التدريبية هناك لصعوبة الوصول الى المنطقة. وكانت خوست هدفا أساسيا للهجمات بصواريخ كروز عام 1998 عندما شنت واشنطن غارات على معسكرات يديرها ابن لادن الذي كان آنذاك المشتبه به الرئيسي وراء تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا. وتقصف الطائرات الأمريكيةأفغانستان الآن لارغام ابن لادن المشتبه به الرئيسي وراء الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر أيلول على الخروج من مخبئه. وقالت وكالة الأنباء الاسلامية الأفغانية ان 30 قتيلا على الاقل سقطوا في قصف أمريكي لقرية أمس الاحد في اقليم بشرق أفغانستان يقع تحت سيطرة قادة المجاهدين المناهضين لطالبان الذين سيطروا على المنطقة الأسبوع الماضي. وأضافت الوكالة ان الطائرات قصفت قرية شامشاد في اقليم ننجرهار قرب الحدود الباكستانية. ومعظم الضحايا سقطوا في موجة ثانية من القصف عندما توجه سكان قرية مجاورة لمساعدة المصابين في الموجة الاولى من القصف. ولم يتسن على الفور تأكيد التقارير. وكانت شامشاد الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود الباكستانية مركزا للمجاهدين أثناء المعركة ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق وهي منطقة أيضا معروفة بوجود معسكرات تدريبية لابن لادن بها. وقال خفر السواحل الباكستاني عند نقطة طورخام للوكالة ان سبعة مصابين نقلوا الى باكستان. وتقصف طائرات أمريكية أهدافا في أفغانستان منذ السابع من اكتوبر تشرين الأول لمعاقبة طالبان على إيوائها ابن لادن. وفيما يتواصل بالقصف أيضا أفاد مراسل وكالة فرانس برس ان اربع مقاتلات أمريكية بينها طائرة بي52 قصفت صباح أمس الاحد مواقع لطالبان حول قندز.عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه والتي تشكل آخر معقل للميليشيا الاسلامية في شمال أفغانستان. وقامت مقاتلة ثقيلة من نوع بي52 بشن الغارات الأولى الساعة 00. 08 بالتوقيت المحلي مستهدفة التلال الجرداء حيث يتمركز مقاتلو طالبان بالقرب من بلدة خان آباد. وبعد ذلك ظهرت في السماء ثلاث طائرات من نوع أف16 وتوالت الانفجارات العنيفة كل خمس دقائق في الوقت الذي ارتفعت فيه سحب الدخان من مكان القصف. واعتبر هذا القصف الأعنف منذ نحو أسبوع على جبهة خان آباد على بعد نحو عشرين كلم شرق قندز حيث لا يزال يتجمع نحو عشرين ألف مقاتل من طالبان بينهم شيشان وعرب وباكستانيون وأوزبك. وحتى الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (30. 5 تغ) كانت طائرتان أمريكيتان من نوع بي52 واف16 تواصلان القصف بشكل عنيف مواقع طالبان. وكانت طائرتان أمريكيتان بينهما طائرة بي52 قصفتا السبت التلال المحيطة بخان آباد. وكان مئات الجنود من تحالف الشمال يستعدون صباح أمس الاحد للهجوم على مواقع طالبان على جبهة خان آباد. ومن جانب آخر اكد سفير طالبان في اسلام آباد عبد السلام ضعيف أمس الاحد للوكالة الاسلامية الأفغانية للأنباء مقتل محمد عاطف أحد اقرب مساعدي الأصولي أسامة بن لادن. وكان المولوي نجيب الله المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان ومقره بلدة سبين بولداك الحدودية الصغيرة بجنوبأفغانستان قد نفى يوم السبت مقتل عاطف في هجوم أمريكي الأسبوع الماضي.وقال مسؤولون أمريكيون يوم الجمعة انه من المعتقد ان عاطف قتل في غارة للطائرات الأمريكيةجنوبيكابول يوم الاربعاء أو الخميس. وأبلغ ضعيف الوكالة ومقرها باكستان ان عاطف المعروف بأبي حفص المصري وهو الرجل الثالث في تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن قتل في العاصمة الأفغانية كابول. وأعلن ضعيف من جانب آخر ان أسامة بن لادن لم يعد في منطقة خاضعة لسيطرة طالبان. وقال السفير ضعيف في مقابلة مع هذه الوكالة التي تتخذ من باكستان مقرا لها «ان أسامة بن لادن لا يوجد حاليا في منطقة تقع تحت سيطرتنا». وأضاف هذا الدبلوماسي خلال وجوده في كويتا (غرب باكستان) «لا أعرف أين هو ولا أعرف إذا كان في مناطق أخرى من البلاد أو إذا كان قد غادر أفغانستان. إلا أنني أعلم إنه ليس في منطقة تقع تحت سيطرتنا». وحسب الوكالة فان حركة طالبان لم تعد تسيطر حاليا سوى على أربع ولايات من أصل ولايات البلاد ال32 وهي هلمند (جنوب) وزابول (جنوب شرق) وأوروزغان(وسط جنوب) وقندهار (جنوب). ومن جانبه أعلن يونس قانوني وزير داخلية التحالف الشمالي أمس الاحد لوكالة فرانس برس ان أسامة بن لادن لا يزال في أفغانستان في شرق مدينة قندهار الجنوبية. وقال «بحسب معلوماتي. بن لادن لا يزال موجودا في ولاية قندهار في ماروف على بعد حوالي 130 كيلومترا شرق قندهار». وأضاف «لديه مخيمات تدريب هناك وتحصينات تحت الارض». وتوجد بلدة ماروف على بعد حوالي خمسين كيلومترا من الحدود الباكستانية في أقصى شرق ولاية قندهار. وكان قانوني يرد على اعلان مسؤولي طالبان ان بن لادن لم يعد موجودا في المناطق التي تسيطر عليها طالبان. وقال قانوني «عبر بث هذه المعلومات. تحاول طالبان خداع المجتمع الدولي ليوقف قصفه الجوي».وكانت وكالة الأنباء الأفغانية الاسلامية أعلنت ان قندهار. المعقل التقليدي لطالبان. هي احدى الولايات الأربع التي لا تزال تسيطر عليها الحركة كليا أو جزئيا. طالع المتابعة