آه لو تستريح.. كم مرة صعدت هذه العبارة من أعماقك وتمنيت حقيقة لو تكون؟ كم مرة تمنيت أن تستريح؟! قلتها حين كنت وسط ضجيج عمل لا يهدأ ما بين رنين الهاتف إلى أصوات الموظفين والمراجعين إلى أصوات المهام المحتشدة في رأسك أو خلف الباب والتي تنتظرك لإنجازها! قلتها حين كنت طرفاً في أكثر من موقف غامض أثار داخلك الكثير من المشاعر المتناقضة! آه لو تستريح.. قلتها حين وجدت أن بينك وبين البعض فجوة واسعة. هائلة يصعب ردمها ما بين طرفة عين وانتباهتها والأسوأ من ذلك أنك وحدك من يرى هذه الفجوة! آه لو تستريح.. قلتها حين وجدت أن لك أفكاراً تؤرقك ليلاً ونهاراً وأن عقلك هو أحد الأسباب الحقيقية لمتاعبك! ... قلتها حين وجدت نفسك محاصراً ما بين القلق على المستقبل والتفكير بماضٍ راحل.. تفكر فيه بقوة.. تستعيده بين لحظة وأخرى وتتمنى لو يعود لتصلح شيئا مما فيه.. فلا الماضي يعود ولا تملك حرية كاملة للتصرف في المستقبل الذي هو ملك لله سبحانه.. وأولاً وأخيراً ها أنت تقولها الآن حين وجدت نفسك واحداً في منظومة هائلة لعالم صاخب يشتعل حرباً تمتد بلا انتهاء.. وها أنت تصغي إلى أخبار الشرق والغرب التي ينقض بعضها بعضاً.. وفي النهاية تود لو تهرب وتستمتع بلحظات هادئة تعود خلالها الى نفسك لتحاول إصلاحها.. عندها ربما يصلح هذا العالم.. ربما..! «عندما تبدأ في قراءة هذه السطور فإنك تعيش فقط تلك اللحظات التي تقرأ خلالها، وعندما تنتهي من القراءة تكون هذه اللحظات قد دخلت في مضمار الماضي، بينما أنت تعيش حاضراً آخر، تفعل فيه شيئاً آخر. يجب أن تتوافق مع اللحظة التي تعيشها لتكون جديراً بأن تحياها، وعليك أن تستخدم تلك اللحظة استخداماً أمثل يليق بها ويليق بك «ككائن بشري» منحه الله العقل ليعرف ويميّز كيف يعيش حياته على أكمل وجه». أختلس أحيانا بعضا من الوقت لقراءة في كتاب..والفقرة أعلاه صادفتها في إحدى قراءاتي وأردت أن نقرأها معاً. [email protected]