فاصلة: (الخطر الذي نستشعره ولكن دون أن نراه هو الذي يقلقنا أكثر) -حكمة لاتينية- لم أسمع من قبل بحادثة مثل هذه أن ينشر الناس مقالات لم يكتبها الكاتب؟ أفهم أن ينشر خبر كاذب أو أن تنشر مقالات لكاتب وتذيل باسم غيره إنما مقالات كاذبة فهي جريمة مع سبق الإصرار والترصد، فالمجرم لديه من الوقت ما يبذله في كتابة مقال كامل ثم نشره عبر المنتديات في شبكة الإنترنت وبعدها يتكفل شعبنا التكنولوجي في نشره عبر أجهزة البلاك بيري وسواه. وزارة الثقافة والإعلام وضعت قانون حماية الملكية الفكرية وركزت على المؤلفات لأنها لم تتوقع أن يصل حد الكذب بنا إلى تأليف الكذب عوضاً عن سرقة ما هو موجود ونسبته لنا. أسفت كثيراً لمقالات تصلني على أن كاتبها هو الزميل محمد الرطيان وبعضها كنت أراه مستفزاً ولا أصدق أنه قلم الرطيان حتى أرسلت له مؤخراً إيميلاً أسأله تحديداً عن مقالة له قرأتها فأجاب أنه لم يكتبها وأخبرني أن ذلك يحدث له كثيراً. عجبت أن يكون لدى البعض هذه القدرة على ممارسة الكذب على الملأ. ولذا فكرت أي قانون هذا الذي سيحمي كاتباً من تقييمه على ما لم يفعل وما هو الدليل على أنها ليست كتاباته إلا أن يكون له موقع رسمي على شبكة الإنترنت أو مدونة فيه. أما القوانين التقليدية فيبدو أن زمنها ولّى واندثر، فما استجد في عالم المعلومات أعمق من أن تحتويه نظريات رقابة أو محاسبة تقليدية. نصيحتي لزميلنا الرطيان ألا يضيع وقته في تكذيب المقالات التي تنشر باسمه يكفيه توثيق ما يكتب في موقعه على الإنترنت، وقبل ذلك ليطمئن فقراؤه يعرفون جيداً أسلوبه وفكره وحتى سخريته المميزة.