دعا مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء كتاب العدل والتجار والصناع والإعلاميين الحذر من امتهان الكذب، موضحا أن مكاسبه سيئة وخبيثة. وأشار إلى أن من صور الكذب ما يدعيه بعض من ينادي بالإصلاح، فإذا تأملت دعواه وجدت أنها كذب وضلال، ينادي ويجعل ضلالته في قالب الإصلاح وهذا شأن المنافقين. وتطرق آل الشيخ في خطبة الجمعة في مسجد الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس، إلى صور الكذب، موضحا أن الإعلاميين في بعض ما ينشرونه ويذيعونه وما يكتبونه ولا يتحرون فيه الصدق والأمانة، إذ قد ينشرون أخبارا غير صادقة ومقالات غير واقعية، مشيرا إلى ذلك كذب محرم مخالف لشرع الله. وبين أن من الكذب الشهادة المهنية التي يدعي بعض الناس حملها وليس بحامل لها؛ ليستغل بها منصبا وهو كاذب أو يدعي إجادة أعمال مهنية وهو لا يحسنها، وكذلك ما يستعمله مروجو السلع بالدعايات فيصفون السلع بأوصاف ليست فيها، وقال إن كذلك من صفات الكذابين. والكذب في إبرام عقود الديون والوصايا والأوقاف وغيرها، موضحا أن على كاتب العدل «أن يتقي الله ويكتب ما أمر به فلا يزور ولا يزيد ولا ينقص ولا يتصرف تصرفا يكون فيه الضرر على أحد الطرفين». وأشار إلى أن من أعظم الصور الكذب على الله ورسوله «من كذب على الله فادعى تحريم ما أحل الله وأحل ما حرم الله وأفتى بغير علم فإنه من جملة الكاذبين على الله». وبين أن من صور الكذب إخلاف الوعود وكذب البائع في بيعه فيخفي العيوب ويكتمها وربما وصف السلعة بخلوها من العيوب والله أعلم إنه لكاذب. وألمح أن رجال الصناعة قد يكذبون؛ فالمواصفات المطلوبة في التصنيع تخالف الحقيقية المكتوبة في السلعة، فهم ينتقصون منها ويخرجون السلعة مع النقص في المواصفات مدعين كمال المواصفات المطلوبة والله يعلم إنهم لكاذبون. ومن الصور «كذب الخاطب عندما يخطب امرأة فيظهر نفسه مظهرا غير لائق به وغير موجود فيه، يدعي مالا أو جاها ونحوه ويخفي أمراضا وربما أتى بما يدل على تطابقه مع زوجته بتزوير الوثيقة ويظن أنه صادق وهو كاذب في حقيقته».