لقد أصبنا بالصدمة والحزن الشديد لوفاة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمة الله عليه، الذي كان وسوف يبقى نبراسا في قلوبنا ودربا مضيئا لكل العرب والمسلمين والشرفاء في العالم. وإنني إذ أتقدم بعميق العزاء إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، فإنني أتضرع إلى المولى جلت قدرته أن يسكنه فسيح جناته ويجزل له المثوبة ويكرمه بالمغفرة نظير ما قدم لأمته السعودية والعربية والإسلامية، والعالم أجمع. إن الملك فهد رحمه الله زعيم قل مايجود الدهر بمثله، كرس عمره كله لتأسيس التعليم وخدمة الحرمين وبناء دولة حديثة متطورة. ففي عهده الميمون وصلت الصناعة السعودية والتطور التقني إلى مصاف الدول المتقدمة وتضاعف عدد المصانع حتى وصلت الآلاف، وانحسرت الأمية بشكل كبير، وتحولت الصحراء القاحلة إلى واحة تنتج لتحقق الاكتفاء الذاتي وتصدر إلى خارج المملكة، وكل هذا حصل في وقت قياسي جدا، مما دل على العزم والإصرار والإدارة الناجحة الفعالة والإخلاص. ومهما قلنا عن الملك فهد رحمه الله فلن نفيه حقه من الكلام لأن الكلمات تعجز أن تصف رجلا عظيما وقائدا يستحق أن نلقبه بقائد العصر الحديث للامة العربية والإسلامية. وكم أتذكر كلماته رحمه الله وهو يقول «سوف اكون ابا لصغيركم وأخا لكبيركم يؤلمني ما يؤلمكم ويسرني مايسركم..» تلك الكلمات التي تلامس شغاف القلب وتعكس تلك الإنسانية التي تميز بها والدنا رحمة الله عليه. ونحن اليوم على مشارف عهد جديد بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومعاضدة أخية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران، الذين اصبحوا خير خلف لخير سلف. ٭ الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي