سلمان بن عبد العزيز تلك الشخصية العملاقة الفذّة التي عُرفت في المملكة من قاصيها إلى دانيها، بأنها شخصية قيادية إدارية محنكة منذ أن تولّى إمارة الرياض سنة 1373 ه، عُرف بشدة الملاحظة وقوة المعاقب على الأخطاء والفطنة والرأي السديد، قال عنه الملك فهد - رحمه الله - في أحد خطاباته في الولاياتالمتحدةالأمريكية ضارباً به المثل الأعلى في الإدارة، قائلاً (أخي سلمان حاكم مدينة الرياض)، عرفه العالم وزعماؤه، حيث طاف بمدينة الرياض إلى أرجاء العالم مصطحباً فكراً حضارياً آخر عن مدينة الرياض، بأنها نعم كانت «خيمة وجمل» والآن أصبحت عروس العواصم، نعم ذلك سلمان بن عبد العزيز. إنّ المتطلّع إلى سلمان بن عبد العزيز يجسِّد في أعماقه ثروة تاريخية وحضارة لا تنضب، عندما يتحدث يبهر الجميع بحديثه وثقافته واطلاعه على مجريات الأمور، جعل من مدينة الرياض أسطورة تنافس كبرى عواصم العالم، بحيث إن القادم إلى مدينة الرياض وفيما يزورها في السنة التي بعدها، يجد تطوراً لم يكن موجوداً من ذي قبل، قال عنه زعماء العالم بأنه شخصية فريدة. سأتحدث قليلاً عن معرفتي بهذه الشخصية، عرفت الأمير سلمان من خلال معرض الرياض بين الأمس واليوم والذي أصبح فيما بعد معرض المملكة بين الأمس واليوم. عرفت الأمير سلمان وشدة اهتمامه وحرصه ومتابعته للرياض وشؤونها حيث وهو في الخارج، صافح زعماء العالم وأطلعهم على المملكة من خلال مجسمّات تجمع مدنها وقراها. تحدث للصحافة والإعلام الأجنبي وغير الأفكار المأخوذة عن المملكة، وأثبت لهم بأنّ هذه الجزيرة البدوية الصحراوية تحوّلت في فترة وجيزة إلى مملكة حضارية وعلمية وعمرانية، لم تستطع كبرى دول العالم التحول في زمن قياسي تحولت فيه هذه الجزيرة. في كل معرض يقام في أي دولة تشاهد الأمير سلمان بثوب جديد من الاهتمام والرعاية لهذا المعرض، حتى يظهر هذه الحدث الإعلامي بشكل يبرز للمجتمعات الأخرى، لأهمية المملكة حتى أضحى يسمّى (ابن المملكة البار سلمان) ومع هذا الجانب من شخصية سلمان بن عبد العزيز يظهر في شخصيته جانباً آخر. سلمان رمزاً للوفاء حينما ألمّ المرض بالمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز أخيه وشقيقه، نسي جميع جوانب الإدارة والأمارة وتفرغ لمرافقة أخيه طيلة مرضه وأصبح بجانبه حتى وفاته، وبعد وفاته حمله على كتفه إلى مثواه الأخير. و في تطور الاهتمام من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيّده الله بنصره واختياره الحكيم لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية. رأى - حفظه الله - أن يشغل موقع وزارة الدفاع تلك الشخصية التي لازمت صاحبها حتى وفاته اختار - حفظه الله - سلمان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع ليكمل المسيرة في الدفاع عن بلادنا وليساهم في تطور قواتنا المسلحة، جنباً إلى جنب مع إخوانه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين سيدي الأمير نايف وبقية الأسرة المالكة. نسأل الله أن يحفظهم ويبارك فيهم ويمدهم بعونه إنه سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين. عبد الرحمن بن عبد المحسن الملحم * مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية